يلقي فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز سندي درسه اليومي في شهر رمضان المبارك بعد صلاة الفجر من كل يوم، بالجهة الشرقية في التوسعة الشمالية خلف باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قام فضيلة الشيخ سندي بإعطاء نبذة بسيطة عن الشيخ السعدي، فقال هو الشيخ العلامة الزاهد الورع الفقيه الأصولي المفسر عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي ولد سنة 1307ه، وكان والده من أهل العلم والصلاح، وكان إماما في مسجد المسوكف في عنيزة، ونشأ نشأة صالحة كريمة، بالرغم من يتمه المبكر بعد وفاة والديه، وكان رحمه الله يتحلى بصفات عظيمة في الأخلاق، ورحيما بالناس، متوددا لهم، محبا لنفعهم، وعرف من حداثته بالصلاح والتقى، صرف أوقاته كلها للتعليم والإفادة والتوجيه والإرشاد فلا يصرفه عن حلق الذكر ومجالس الدرس صارف، ولا يرده عنها رادع وتوفي رحمه الله سنة 1376ه. وبدأ الشيخ سندي في درسه بشرح الأسماء الحسنى للسعدي، بقوله إن من أهم ما يتضمنه الإيمان بالله تعالى الذي هو أول أركان الإيمان التعرف عليه سبحانه بأسمائه وصفاته معرفة تثمر الخشية والعمل بآثارها على منهاج أهل السنة والجماعة، وإن مما يبين أهمية موضوع أسماء الله الحسنى أمور كثيرة، منها إن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، لأن شرف العلم بشرف المعلوم والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب. ويضيف إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه ومراقبته وإخلاص العمل له سبحانه، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها، ومعرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى يزيد الإيمان كما قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله، «إن الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأنواع هي روح الإيمان، وأصله وغايته فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه». وتحدث الشيخ السندي عن أهمية اختيار هذا الموضوع قائلا إن من عظم أمر الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها بأنها أصل الإيمان، والإيمان يرجع إليها، وذلك لشرف متعلقها وعظمته، ووجوب معرفته تعالى كما وصف نفسه ووصفه نبيه صلى الله عليه وسلم كما سبق. وفي نهاية الدرس أجاب الشيخ سندي حفظه الله عن استفسارات الزوار والمعتمرين وطلبة العلم.