رغم الوعود القاطعة من إدارة النقل في جازان بإنهاء مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين محافظتي العارضة وأبو عريش خلال نصف عام .. بقي الوعد تصريحات على الورق دون أن يتحول إلى واقع يرى بالعين المجردة.. بل إن المشاق والمخاطر زادت أكثر من ذي قبل في الطريق الذي تسبب في أكثر من مأساة لا تطويها ذاكرة الناس هنا. المشروع الازدواجي كما يقول أهالي المنطقة تأخر لأكثر من ستة أعوام وهو الامر الذي أشعل انتقادات المواطنين ضد إدارة النقل استنادا على ما يطلق عليه المواطنون بطء تنفيذ أعمال التوسعة والازدواجية المتأخرة خصوصا أن الطريق يشهد حركة واسعة على مدار العام.. ويعزو المتحدثون ل «عكاظ» أسباب التأخير في قلة المعدات وضعف الرقابة الإدارية على الشركة العاملة مع غياب المتابعة.. عدد من الأهالي أكدوا على خطورة الطريق الذي بات يتسبب في الكثير من الحوادث المميتة خصوصا أنه يعد شريانا حيويا ونقطة ارتكاز لعدة مناطق ويشهد كثافة مرورية عالية في جميع فترات العام. ولفت الأهالي إلى أن الشركة المنفذة للطريق بدأت أعمالها قبل أكثر من 6 أعوام ولم تنجز غير أطوال محددة وعلى مسافات متقطعة لا تتجاوز عددا من الكيلو مترات من إجمالي الطريق البالغ طوله 50 كيلوا مترا. معتبرين قلة المعدات وضعف الرقابة وغياب المتابعة المستمرة سببا في سلحفائية التنفيذ وذلك ما يدعو إلى عمل جاد ومزيد من المعدات والأيدي العاملة.. وحل غير هذا يعني استغراق الإنجاز لعشرة أعوام قادمة طبقا لأقوالهم. أخطاء هندسية الانتقاد الحاد طال ضعف الجودة وتدني مستوى العمل في طبقة الاسفلت الجديدة التي تتآكل في بعض المواقع وتهبط في أخرى لتصبح موقعا للتجمعات المائية وهو ما تسبب في وقوع عدد من الحوادث المرورية. وتناول المواطنون ما أسموه الأخطاء الهندسية الكبيرة على مجمل المسافة المنجزة والأرصفة الواقعة بين الطريقين حيث تعترض مسار المركبات لتشكل خطرا على السيارات في ساعات الليل والظلام الحالك حيث يفاجأ العابر للطريق بوجود رصيف يتوسط الطريق. وناشد أهالي العارضة والمراكز التابعة لها وزارة النقل بالنظر في ازدواج الطريق الذي راح ضحيته عدد من الزوار وأبناء المنطقة. خسارة الأرواح التقارير والإحصائيات تشير إلى أن طريق العارضة شهد في الفترات السابقة حزمة من الحوادث المفجعة وراح ضحيتها عدد من الأبرياء. ويقول يحيى خبراني وحسن خبراني : أرهقنا هذا الطريق الوحيد الرابط بين العارضة وجميع محافظات المنطقة الأخرى وفقدنا هنا الكثير من الأرواح في حوادث مروعة، ففي الأيام القليلة الماضية سجل الطريق (4) وفيات و(5) إصابات. ومن المؤسف أن الجهة المختصة لم تسمع مطالبنا إذ تقدمنا بعدة شكاوى ولم نتلق الرد الشافي حتى اليوم. تحطيم القلوب ومن جانبه يذكر تركي أحمد أهمية الشارع الذي يعد من أهم الطرق في منطقة جازان ومدخلا مهما لجميع المناطق السياحية والجبلية في شرقي المنطقة. مبديا استغرابه في أن الطريق حيوي ولم ينظر في سرعة ازدواجيته لافتا إلى أنه يربط نحو 153 قرية وهجرة مؤكدا ما قاله الاخرون عن حصد الطريق لعشرات الأرواح البريئة في الأعوام الماضية. ويختم محمد إبراهيم بالقول: هذا الطريق أدمى قلوب أهالي المناطق الذين يعبرونه يوميا، ويرون أنه سبب الحوادث المؤلمة. ونأمل من الوزارة سرعة تنفيذ ازدواجية الطريق ومحاسبة المتسببين في تأخيره. موضحا أنه «ما ذنب أولادنا في أن يكونوا ضحية للطريق الذي استمر في تحطيم القلوب حيث فقدنا الكثير من الطلاب والطالبات والمعلمات على جوانبه»..