أكد عدد من المواطنين أن المجالس البلدية بوضعها الحالي محدودة الجدوى وغير قادرة على تلبية احتياجات المواطن وإيصال صوته للجهات ذات العلاقة، مشيرين إلى أن كثيرا من المرشحين لا يبحثون إلا عن الوجاهة الاجتماعية والمزايا المادية، ومطالبين عبر «عكاظ» وزارة الشؤون البلدية والقروية بوضع ضوابط محددة وصارمة لأداء الأعضاء، ومنح المجالس البلدية مزيدا من الصلاحيات لتحقق الأهداف المرجوة منها، وتتمكن من إيجاد حلول عملية لمعاناة المواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات البلدية. وأضافوا أن المواطن يتحمل مسؤولية كبيرة وأساسية في إصلاح حال المجالس البلدية، وذلك من خلال الحرص على التعرف على جميع المرشحين وبرامجهم الانتخابية، ومن ثم منح أصواتهم لمن يستحقها، كفاءة واستعدادا على البذل والعطاء في خدمة مجتمعه، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى. بداية تحدث ل«عكاظ» عدد من المواطنين من جدة، منهم ناصر بن جزاء القحطاني، حسين بن عبدالله السمراني، زابن بن عمر المرزوقي، وسعود بن خالد المرزوقي، معبرين عن أملهم في تجاوز سلبيات الدورتين السابقتين، بدءا بحرص الناخبين على اختيار العضو الأكفأ لتمثيلهم في المجالس البلدية، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى مثل القبلية وصلة القرابة والمصالح الشخصية. وشددوا على ضرورة توسيع صلاحيات المجالس البلدية وإبعادها عن سطوة الأمناء ورؤساء البلديات حتى تكون صوتا حقيقيا للمواطن، وتتمكن من أداء الدور المطلوب منها في الرقابة على أداء الأمانات والبلديات، والتأكد من صرف المبالغ المعتمدة في البنود المخصصة لها، ومتابعة تنفيذ المشاريع البلدية.. ومتى تحققت هذه المطالب تكون المجالس قد حققت الهدف من إنشائها، وإلا فلا معنى لاستمراريتها. وفي منطقة تبوك، يقول نايف العنزي: المجالس البلدية هي حلقة الوصل بين المواطن والمسؤول، وصوته ونبضه في إيصال مطالبه، إلا أننا نرى أن ذلك الدور غائب تماما، فلم نر لأعضائها أي دور مؤثر. وطالب العنزي بوضع ضوابط جديدة للمجالس البلدية بما يجعلها قريبة من المواطنين وملبية لاحتياجاتهم وقادرة على إيصال صوتهم للمسؤولين. ويضيف محمد الجوني، وأحمد عبدالله، وسعود العنزي، أن أعضاء المجالس البلدية عليهم مسؤولية كبيرة في خدمة المواطن، وهذا لا يتحقق إلا بمنحها صلاحيات أوسع، مؤملين أن يتحسن حالها في ظل اللائحة الجديدة. وأشاروا إلى أن الكثير من المرشحين يطلقون في حملاتهم الانتخابية وعودا وردية بإيجاد حلول نهائية لكافة المشاكل التي يعاني منها المواطنون، وما إن يتم ترشيحهم يغيبون عن المشهد تماما. ومن منطقة حائل، قال صالح محمد الطوالة «نتمنى أن تكون العوامل الجاذبة للناخب هي مصلحة الحي الذي يسكنه الناخبون وخدمة مواطنيه، وأن تتقدم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية أو القبيلة». من جهته، يرى مرضي سالم الهمزاني، أن القبيلة لا تملك الأدوات الكاملة والقادرة على أن تخلق من المرشح رائدا حقيقيا لمعاناتها، قائلا: «في الوقت الحالي تغيرت أشياء كثيرة فالمرأة لها مقاعد مخصصة والشباب لهم اتجاهات أخرى، وأصبح أمام الناخب خيارات متعددة تجاوزت الأفق الضيقة في القبيلة أو القرابة، بمعنى أن احتياجات الدوائر والنظام الانتخابي الحالي روعي فيها كل الجوانب الدقيقة سواء في القبيلة أو القرابة»، مضيفا: «أستبعد نهائيا أي دور للقبيلة في هذا الزمن القائم على ثقافة واعية وجديدة في عملية الانتخابات فالشباب لهم كلمة وهم من أبناء القبائل وكذلك النساء، فالثقافة والدوائر الانتخابية هي من تحدد صوته مهما كان صوت القبيلة قوي فهو ينتهي في الإجراءات الحازمة التي اتخذتها اللجنة العليا للانتخابات».