أكد ل «عكاظ» عدد من المواطنين أن دور المجالس البلدية لا يجب أن ينحصر فقط في نقل الملاحظات والشكاوى للجهات التنفيذية في البلديات والأمانات بل يتعدى ذلك لمناقشة مختلف القضايا البلدية في مختلف القرى والمحافظات، مشيرين إلى أهمية تفعيل ثقافة الانتخاب. يقول المواطن محمد الرويس، إن المجالس البلدية في دورتها الأولى كان لها وهج وانعكاس على طريقة تفاعل المواطنين مع القضايا المتعلقة بالخدمات البلدية، وكان ينظر إلى هذه المجالس على أنها ستكون الركيزة الأساسية في التواصل بين المواطنين والأمانات والبلديات الفرعية، مضيفا نحن في تجربة الانتخابات الأولى لم نع أهمية تلك الانتخابات ولم تكن لدينا ثقافة الانتخاب، ولكن بعد أن تابعنا دور المجالس البلدية والمهام المنوطة بها عرفنا أنها ستكون ذات نفع عام للمواطنين في إيصال أصواتهم للمسؤولين في القطاعات البلدية وتلبية احتياجات الأحياء السكنية من الخدمات البلدية. واستطرد فقال في الدورة الثانية للانتخابات البلدية لم تكن لدينا أي فكرة عن برامج المرشحين للانتخابات البلدية والمهام التي ترتكز عليها مبررات ترشيح أنفسهم كأعضاء في المجالس البلدية، لذلك كان هناك تراجع من قبل الناخبين الذين تعلموا من الدورة الأولى أهمية الانتخابات البلدية، ولكن عند بدء ممارستهم العمل الانتخابي كان هناك عزوف بسبب غياب الحملات الدعائية والإعلانية من قبل المرشحين، مما حد من فرص توضيح خطط المرشحين وأهدافهم إذا ما وصلوا لعضوية المجالس البلدية. من جهته قال عبدالملك بن شقير، إن ثقافة الانتخابات لم تنضج في الدورة الانتخابية الأولى للمجالس البلدية بل نضجت في الدورة الثانية، ولكن لم تتواكب معها أي حملات انتخابية ودعائية لبرامج المرشحين في الدوائر الانتخابية لذلك كان هناك عزوف كبير من قبل الناخبين على صناديق الاقتراع على الرغم من تشرب ثقافة الانتخاب. وبين بن شقير أن المجالس البلدية يجب أن تعمل على تحقيق دورها المنوط بها من خلال السعي لإيجاد ثقافة المشاركة وأن توضح للمواطنين مهام المجالس البلدية ودورها الرقابي، مضيفا ما نزال نعتقد أن المجالس البلدية دورها محصور في نقل ملاحظات وشكاوى المواطنين للجهات التنفيذية في البلديات والأمانات. وأكد عبدالكريم الشمالي رئيس مجلس بلدي محافظة المزاحمية أن المجالس البلدية تعتبر النواة الأولى للمشاركة الشعبية في صنع القرار للتنمية المحلية. وأضاف المجالس البلدية تسير نحو الأفضل ولكن ذلك المسير ليس بحسب الطموح الذي يحقق تطلعات المواطنين من قيام تلك المجالس خاصة وأنها تحظى بدعم واضح من صناع القرار على مستوى عال لتعزيز وتوسيع المشاركة الشعبية في هذا الاتجاه، مبينا أن عدم إحداث وظائف جديدة لأمانات المجالس البلدية واقتصار موظفي تلك المجالس على ما تجود به البلديات من موظفين يعملون بصورة جزئية في غالب الأحيان جعل المجالس تستجدي رضا البلديات نتيجة عدم استقلالية المجلس ماليا وإداريا. واستطرد قائلا إن أغلب المجالس تصارع البلديات للحصول على صلاحياتها في ظل إمكانات مالية وكوادر وظيفية شبه معدومة لا تحقق لها أدنى مقومات العمل في مجال يهم جميع شرائح المجتمع «الخدمات البلدية».