مع قرب انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة، يتطلع المواطنون إلى انتخاب أعضاء مؤثرين قادرين على تحقيق تطلعاتهم ومتابعة تنفيذ البرامج والخطط التي تسهم في خدمة الوطن والمواطن، معبرين عن أملهم في أن يحقق الأعضاء القادمون ما عجز عنه سابقوهم، ومطالبين في ذات الوقت بأن تعطى لهم الصلاحيات التي تساعدهم على إنجاز العمل الذي تم ترشيحهم من أجله، وتمنوا أن يكون المرشحون مزيجا من الخبرة وعنفوان الشباب. وأكدوا أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المواطنون من خلال منح صوتهم للأكفأ بعيدا عن أي اعتبارات أخرى مثل صلة القرابة والقبلية والمصالح الشخصية. الثقافة الانتخابية بداية تحدث ل«عكاظ» من المدينةالمنورة هاشم الشريف قائلا: لا أتوقع أن تشهد الدورة المقبلة إقبالا من الناخبين، كون من تم انتخابهم في الدورتين السابقتين لم يحققوا آمال وتطلعات من انتخبوهم ووضعوا ثقتهم فيهم، ما نريده أن تكون هناك ثقافة انتخابية للمواطن وصلاحيات أوسع للأعضاء. وتساءل عبدالعزيز قاري: ماذا قدم أعضاء المجالس البلدية السابقون في دورتين متتاليتين حتى أذهب مجددا إلى مراكز الاقتراع من أجل انتخاب أعضاء جدد؟. وفي ذات الإطار، يؤكد حماد علي أنه «غاسل يده» - حسب تعبيره بالعامية - لذا فإنه سيوفر وقته ولن يذهب لقيد اسمه، ولن يعطي صوته لأحد لا لقريب ولا لبعيد. أما عبداللطيف سلطان وسامي رامي فتمنيا تفعيل كافة الفعاليات الثقافية والاجتماعية والترفيهية، إضافة إلى المهام الأخرى، مطالبا بمنح الأعضاء كامل الصلاحيات وتوسيع نطاق عملهم ليشمل الإشراف على الخدمات البلدية والصحية والتعليمية. ويطالب علي العمري بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بعيدا عن أي مجاملات. دعم لوجستي للأقارب وفي منطقة نجران، علمت «عكاظ»، أن أعضاء في المجلس البلدي الحالي لا يحق لهم الترشح نظاما في الانتخابات المنتظرة بعد أن أمضوا دورتين، وعدوا بعض أقاربهم بالدعم اللوجستي، بل وتسخير خبراتهم في هذا المجال لمساعدتهم في حملاتهم الانتخابية، وذهب البعض إلى أن هذا أمر طبيعي ومقبول، متى كان الدعم مبنيا على القناعة التامة بأهلية المرشح، دون النظر إلى القرابة أو الانتماء لنفس القبيلة. وقال شاب بارز ينوي الترشح ويحظى بقبول في أوساط الشباب، إن أي مرشح لا يستطيع إغفال دعم القبيلة وتأثيرها على سير العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنه يسعى لأن يكون مثاليا من خلال التأكيد على بعض أقاربه وأصدقائه بأن لا يختاروه ما لم تكن لديهم قناعة بأنه مؤهل وقادر على خدمة المنطقة ومن وضعوا ثقتهم في شخصه. وأضاف أنه لو طبق هذه المثالية في مجتمع لا يؤمن بها لكانت الخسارة مصيره، مشيرا إلى أن الأمر محير خاصة في ظل قناعات الغالبية على دعم ابن القبيلة والأقارب والأصدقاء، وتجاهل الكفاءة والقدرة على العطاء والإنتاجية. وأكد آخر (يرتب أوراقه لخوض الانتخابات)، أنه يخشى الفوز بعضوية المجلس البلدي في دورته المقبلة ومن ثم يواجه بتكتلات مبنية على الاختيارات القبلية، لا تمكنه من تحقيق آمال من اختاروه ووضعوا ثقتهم فيه، وألمح إلى أنه يفكر جديا في عدم الترشح رغم ثقته بأنه سيلقى الدعم الكبير من مختلف شرائح المجتمع. يذكر هنا أن رأي رئيس المجلس البلدي بمنطقة نجران زيد بن شويل، بأن المتقاعدين أفضل من يعين في المجالس البلدية التي تحتاج إلى الخبرة والاختصاص والتفرغ، جوبه بانتقادات واسعة من شريحة الشباب، وطالبوه بإعادة النظر في هذا الرأي، إذ كيف يطالب بالاعتماد على الشباب في القطاعات الحكومية ويرى ضرورة دعمهم، ثم يأتي ليتحدث عن تعيين المتقاعدين في المجلس البلدي. الفيصل للكفاءة وفي محافظة الطائف قال حمزه القثامي نحن نسعى جاهدين لإختيار العضو الذي يستحق صوتنا ويكون قادرا على خدمة البلد والنهوض به في الأعمال التنموية، مشيرا إلى أن هناك من يطلب صوتك بحكم القرابة أو المعرفة وأنت على قناعة بأنه لا يملك أي مؤهلات للفوز بعضوية المجلس، هنا يجب أن يكون الفيصل للكفاءة. ويؤكد فاصل السبيعي أن سقف توقعات المواطنين من المجالس البلدية في الدورة الجديدة أعلي من الصلاحيات الممنوحة للأعضاء، لذلك لابد من توسيع دائرة الصلاحيات. ويوجه السبيعي رسالة عبر «عكاظ» للجميع ناخبين ومرشحين (إخلاصك في اختيار مرشحك أيها الناخب، وإخلاصك في خدمة محافظتك أيها المرشح إنما يصب في خدمة وطنك في المقام الأول). وتساءل عبدالله الحارثي: من الذي يختار المرشح للانتخابات وماهي مواصفاته وكيف يتم اختياره؟!، ويضيف: لا عجب أن ترى من يبني له صيوانا أو يستأجر استراحة أو قاعة أو فندقا ويستقطب بعض القنوات الفضائية والصحف لكي تتم التغطية الشاملة لعملية ترشيحه، ويطلق برامج شاملة ووعودا براقة، ولكن، هل سيكون صادقا في ما يقوله عن خدمته لدائرته والاهتمام بتلبية متطلبات سكانها؟!. ويختتم الحارثي: يجب على كل من يدلي بصوته أن يختار من يصلح لأن يكون يدا بيد مع المواطن، وممثلا حقيقيا للعمل الدؤوب والفكر السليم.. رجلا يتمثل نهج رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ويسعى جاهدا لفتح الملفات المهملة في الأدراج والتصدي لمعاناة المواطنين والسعي لإيجاد حلول ناجعة لها.