كشف فريق الهلال في مواجهة كأس السوبر الذي حققه أمام النصر عن استحقاق فني وتكتيكي عال جدا بهدف وحيد، المستوى العام لفريق النصر سواء في النواحي التكتيكية أو اللياقية، وكذلك على مستوى المدير الفني للفريق الأصفر السيد دايسلفا الذي فشل في مواجهة واقعية وانضباطية الفيلسوف اليوناني دونيس الذي فرض أسلوبه وزج بكل أوراقه في الشوط الأول على اعتبار أن فريقه لا يملك أي حلول وخيارات في دكة الاحتياط وسط الغيابات التي يعانيها، في المقابل كان دايسلفا تقليديا وهو يراهن على لاعبين بدون لياقة بدنية تساعدهم في مقابلة حيوية وشباب الهلال وزاد ذلك ازدواجية الأدوار وعشوائية التحرك من قبل محترفه البولندي أدريان الذي شل حضور محمد السهلاوي ومنح وسط الهلال حرية التحرك، وكشف وسط الملعب بشكل دقيق ومع كل هذا ظل أساسيا بدون أي احترام لهوية الفريق الفنية. هذا النهائي كان رسالة واضحة لجملة أخطاء متكررة داخل منظومة العمل داخل الفريق الأول في النصر بداية من تأخير معسكر الفريق الذي انطلق في 9 شوال ولمدة 20 يوماً وهي فترة قليلة جداً على أي مدرب في تحضير فريقه لياقيا وتكتكيا وضبط ساعات النوم، والملف الثاني الأجانب فلازالت إدارة النصر تواصل الفشل بدرجاته النهائية، فبنتيجة انعدام الرؤية خسر النصر 63 يوماً من نهاية الموسم الماضي وحتى قبل السوبر في إيجاد خيارات أجنبية تفيد الفريق فنيا وتمنحه خيارات ثقيلة تكتكيا، لكن العك النصراوي وتعدد الآراء وغياب المنهجية الفنية للفريق تكون دائماً النتائج المتوقعة هي الإخفاق، على العكس من الهلال الذي ضبط الأوروبي الهوية البدنية للفريق قبل ضبط هويته اللياقية التي بدأت في 21 رمضان وحتى 29 رمضان قبل أن يدخل المرحلة الثانية والثالثة في معسكر النمسا، وبشكل عام فالفريق النصراوي مازال يعيش أجواء بطولة الدوري ولم يخرج حتى الآن أو يفيق قليلا ويعرف أن الأندية الكبيرة هي من تواصل حصد الألقاب ولا تتوقف إلا بتوقف قطار المنافسات، فالطموحات الكبيرة هي من تصنع الإنجازات الضخمة وهي من تسيطر على البطولات ولا تقسمها وفق الأهواء أو الفشل وإدارة النصر أمامها حلول سريعة وعاجلة ولا يمكن التأخير فيها خاصة أن الدوري على الأبواب بداية من مساعد مدرب تكتيكي متخصص يكون بجانب دايسلفا الذي مازال مخفقا في قراءة أي مباراة، وتجلى ذلك في ارتباك التوليفة الفنية والتكتيك المناسب والتبديلات التي يجريها، فهو ليس بالمدرب الحازم والشجاع، لذلك فالفترة ضيقة جدا على النصر لو فكر في إنهاء التقاعد معه، لذا خيار مساعد مدرب تكتيكي خيار استراتيجي إذا كانت إدارة النصر تبحث عن مواصلة التفوق والهيمنة الكاملة على بطولات الموسم الحالي، أيضا مراجعة استمرار فابيان ومحمد حسين فنياً يحتاج لقرار شجاع يبنى على الرأي الفني بعيداً عن أمنيات بعض اللاعبين، فالتاريخ لا يسجل إلا الإنجاز مهما كانت العلاقات الإنسانية التي تجمع أطراف العمل، فالتعامل مع هوية الفريق الفنية يجب أن تكون دقيقة وفق متطلبات كل مرحلة وهذا غائب عن إدارة النصر في الموسم الحالي، وجماهير النصر تثق جيداً أن رئيسها الشاب قادر على التخلص من العشوائية والفوضوية التي يعيشها الفريق في الكثير من الملفات خاصة ملف الأجانب وعملية الشد والجذب في قصة المحترف مورا الذي كشف حقيقة عدم التوقيع مع النصر ولا يوجد أي عقد ملزم في ذلك رغم بث جوال النصر الرسمي ومركزه الإعلامي الخبر ومن خلاله تغنت الجماهير في أحلام واهية انكشفت قبل السوبر الذي يجب أن يكون جرس إنذار للإدارة النادي في غربلة كل الملفات التي تعاني من الترهل.