عادة ما تتباين الرؤى هنا وهناك عند بداية كل موسم رياضي حول الاستقطابات المختلفة لدعم صفوف هذا الفريق أو ذاك سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب الذين يفترض أن يكون في تواجدهم إضافة يقدمونها تفوق ما يقدمه اللاعب المحلي تبرر لهم هذا التواجد، ولكن كثيرا ما طالت الأندية انتقادات واسعة نتيجة لهذه الاستقطابات الجديدة والتي غالبا لا تقدم ما هو مأمول منها نتيجة لقناعات مدربين أو اختلاف الأجواء ما بين الفريق الذي رحل عنه اللاعب والآخر الذي استقر فيه. فما بين تفوق فريق وإخفاق آخر فتحت «عكاظ» ملف الاستقطابات الجديدة لبعض فرق دوري عبد اللطيف جميل وناقشت مع المهتمين والنقاد مدى تأثير هذا الحراك على عطاء الفريق في المنافسات القادمة المختلفة ما ينعكس بالتالي على مستوى الكرة السعودية وقوة منافساتها، فكانت البداية فتح ملف بطل الدوري المنصرم فريق النصر فكانت المحصلة التالية: الزامل: المشكلة في مورا الإعلامي والناقد الرياضي عبدالكريم الزامل أول المتحدثين أكد على أن فريق النصر أبرم صفقات محلية هامة فاقت الفرق الأخرى وكانت بطريقة مدروسة وبحسب حاجات الفريق، مضيفا «هذه النقطة هي الأهم في هذه الصفقات، ويظهر ذلك واضحا في الأسماء المعروفة التي تم جلبها ما يثبت نجاح الإدارة النصراوية في هذا الجانب ومراهنتها على اللاعب المحلي بصورة أكبر من مراهنتها على اللاعب الأجنبي الذي لازالت الإدارة تتلمس طريق النجاح في جلبه، حيث لم ترغب في المغامرة بشكل كبير معه، مما دعاها إلى الاكتفاء بالثلاثي المعروف بعد تعثر مفاوضاتها مع لاعبين لهم وزنهم سواء لرفضهم أو مغالات أنديتهم المادية لتكتفي بجلب مورا كلاعب قادم للخارطة النصراوية والذي قد يضع الفريق النصراوي في مأزق كبير بإصابته مما سيجبر الإدارة النصراوية على إبعاده والتوجه للبحث عن لاعب أجنبي بديل بصورة سريعة، الأمر الذي يؤدي لعدم دقة اختياره، وبالتالي عدم قناعة الجماهير به أو أن تكتفي بالثلاثي المتواجد مع الفريق». كميخ: خيارات أجنبية ناجحة من جانبه، يشيد المدرب الوطني على كميخ بالحراك الذي شهده فريق النصر في المواسم الأخيرة والتي أكدت حضوره وعودته كبطل متوج لدوري عبداللطيف جميل سواء على مستوى الثبات الإداري أو على مستوى الحراك في جلب اللاعبين المحللين منذ مواسم منصرمة لتكمل مسيرتها قي هذا الموسم بجلب عناصر محلية مميزة في أماكن يحتاجها النصر لخوض المنافسات القادمة التي تنتظره، مضيفا «في المقابل فإن الصفقات الأجنبية التي تمثل النصر كان لها حضورها وتوهجها بما قدمته مع الفريق في سابق المنافسات لتجبر بما قدمته الإدارة النصراوية على الإبقاء عليهم فمحمد حسين ظهر بصورة جيدة كقائد للمجموعة ومكملا للأدوار الدفاعية المكلف بها، فيما يمثل أدريان قوة أجنبية نصراوية بما قدمه من مستويات مميزة وضعته كأحد أفضل اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية خلال الموسم المنصرم، أما فابيان فقد أشعل تواجده الجهة اليمنى وأجبر أظهره الفرق المنافسة على البقاء في أماكنهم كتكتيك يلحظه المتابع خفف به الضغط الهجومي على الفريق النصراوي، أما مورا فما زال النصر يكتب على سطر ويترك الآخر في حسم موضوعه ولكن الشيء الجميل أن الفريق يملك كوكبة محلية قادرة على السير بالنصر في طريق البطولات القادمة بغض النظر عن اللاعب الأجنبي الذي يفترض ان يفوق في عطائه اللاعب السعودي وهذا ما سيصعب المهمة أمام كل لاعب أجنبي يجلبه فريق النصر». الملحم: الفرصة صعبة للأجانب ويرى الإعلامي والناقد الرياضي عادل الملحم أن التحول الجذري الذي دخل على فريق النصر بالاستقطابات المحلية من خلال المواسم الثلاثة الماضية، الأمر بات ظاهرا للجميع والتي كان فيها النصر حاضرا وبشكل قوي ما مكنه من المنافسة القوية على كل البطولات نتيجة لتفوقه في جانب الانتدابات المحلية الذي يعد الفريق بوجودها منتخبا جعل كل الفرق المنافسة تخشاه وتحسب له ألف حساب، فما بال المتابع لو وفق الفريق بلاعبين أجانب يصنعون الفارق والتي تعد صعبة في ظل توافر هذه الكوكبة المميزة من اللاعبين المحلين بدليل أن غالبية اللاعبين الأجانب الذين أحضرهم النصر يبقون على دكة البدلاء، فالإدارة النصراوية تعاني وستظل تعاني مع اللاعب الأجنبي نظرا لتفوق اللاعب المحلي عليه وبمراحل ما يضعها في حرج كبير عند اختياره ينتج عنه عدم قناعة الجماهير النصراوية بتواجده إذا لم يكن على مستوى عال، وهذا ربما يصعب تواجده في كل الفرق السعودية نظرا للمغالاة في عقود اللاعبين الأجانب في العالم. الصالح: الانتدابات الخارجية سيئة من جانبه، عزز الناقد والكاتب الرياضي صالح الصالح ما سبقه من آراء حول تميز الفريق النصراوي بجلب الصفقات المحلية المدوية نتيجة للعمل الجبار التي تقوم به الإدارة النصراوية بقيادة الأمير فيصل بن تركي خلال السنوات الأخيرة ما جعل النصر أفضل فريق في هذا الجانب، فيما خالف الجميع في نجاح تجربة اللاعبين الأجانب المنضمين للفرقة النصراوية، النصر في المقابل أسوأ الفرق على مستوى الانتدابات الخارجية نتيجة لسوء الاختيار برغم تعدد وسائل متابعة اللاعب بشكل كبير بدليل الفشل المصاحب لغالبيتها ما جعلها تقف حائرة في استبدال اللاعبين الأجانب الذين مثلوا الفريق الموسم الماضي برغم تواضع عطاءاتهم وانتهاء صلاحيتهم وقدرتهم على تمثيل فريق مدجج بالنجوم كالنصر، ويقف على رأس هرمهم المدافع محمد حسين الذي أصبح يلعب بلا طموح وأدريان الذي لم يقدم ما هو منتظر منه وكذلك فابيان وهذا ما جعل الجماهير النصراوية ترضى بالموجود برغم القناعة بتواضعهم خوفا من جلب لاعبين أجانب أسوأ منهم، فالحق أن النصر تنتظره مشاركات هامة هذا الموسم لن يفيده تواجد هؤلاء اللاعبين في صفوفه وخاصة في مشاركته الآسيوية، أما مورا فالأهم في موضوعه تحديد إصابته ومدة علاجها بشكل قاطع وهذه النقطة هي من ستحدد قدومه أو صرف النظر عنه. العيسى: العلة في المحترفين في المقابل، قال لاعب فريق النصر السابق ومدير منتخب الصالات إبراهيم العيسى: لا يختلف اثنان على أن فريق النصر متميز في استقطاب اللاعبين المحليين بعد أن عرف الأمير فيصل بن تركي دهاليز الكرة السعودية ولكن على مستوى اختيار اللاعبين الأجانب فإن المشكلة تظل مشكلة عامة للفرق السعودية وليست متوقفة على فريق النصر دون سواه، فالكثير منهم يحضر وسط هالة إعلامية تؤكد تميزه ليتفاجأ الشارع الرياضي والمتابعون بظهوره بمستوى عاد لا يؤهله للمشاركة مع أندية الوسط فما بالك بفريق يبحث عن البطولات وخاصة الآسيوية مثل الفريق النصراوي الذي مع احترامي لم يوفق في استقطاب لاعبين لديهم القدرة على تقديم ما يشفع لهم وللفريق في البطولة الآسيوية ما يقلل من استفادته منهم مقارنة بالفرق المشاركة على المستوى الآسيوي.