قلل دبلوماسيون وخبراء مصريون من أهمية الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي في القاهرة مؤكدين أن الحوار شكلي واستؤنف بناء على طلب من الجانب الأمريكي الذي شهد توجها مصريا للانفتاح شرقا وغربا.. وربط المحللون بين الاتفاق النووي بين طهران والغرب واستئناف الحوار بين القاهرةوواشنطن مشيرين إلى أن الجهد الأمريكي يأتي في إطار محاولة طمأنة المنطقة بأن الاتفاق لن يكون على حسابها. وقال سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، إن الولاياتالمتحدة رأت نفسها مضطرة لإعادة صياغة علاقتها مع مصر، مشيرا إلى أن أمريكا وجدت أن الرئيس السيسي انفتح أوروبيا، وزار فرنسا وعقد معها اتفاقية سلاح، ثم إيطاليا والفاتيكان وألمانيا، مما جعل أمريكا تساير الركب حتى لا تتخلف عن أوروبا. وأضاف أن الحوار بدأ من حيث انتهى سابقا بمناقشة جملة قضايا مثل التدخل التركي في سوريا واليمن والعراق، بالإضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب. وأرجع السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، استئناف الحوار إلى ما شهده الموقف الأمريكي من تطورات، حيث أصبح يرى أن النظام في مصر استقر ويحقق إنجازات، ويشهد تعاونا بين مصر والقوى الدولية والإقليمية خاصة الدول الأساسية في الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن الولاياتالمتحدة وجدت أنه من الأفضل إحياء الحوار بالاتفاق على الأسس الاستراتيجية للعلاقات، فتم التمهيد للحوار برفع الحظر عن الأسلحة، وتسليم مصر قبل وصول كيري 8 طائرات من طراز «إف 16» وبعض دبابات «إم واحد»، مشيرا إلى أن استئناف الحوار هو الأساس محاولة لطمأنة دول المنطقة على أن الاتفاق النووي الإيراني الغربي لن يكون على حسابها. وكشفت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، عن أن العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة بعد أحداث 30 يونيو شهدت توترا، لكن الولاياتالمتحدة استشعرت أهمية دور مصر الإقليمي في ملفات عديدة أهمها مكافحة الإرهاب، لافتة إلى أن الحوار يعني عودة العلاقات إلى سابقها وتغيرا في موقف واشنطن حيال القاهرة. وأشارت إلى إن الحوار بين البلدين ليس الأول، وأنه تكررت عدة جولات من الحوار بين البلدين في عهد الرئيس الأسبق مبارك، وأن المناقشات ستكون على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، موضحة أن الهدف منها هو التعرف على توجهات البلدين في كل ملف، مؤكدة أن الحوار يعد بداية لدعم التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة خاصة بعد الاتفاق النووي بين الولاياتالمتحدةوطهران وما يمثله من تخوفات لدول المنطقة.