أبلغت مصادر عراقية واسعة الاطلاع «عكاظ» فشل الأردن في التوصل لأي تفاهمات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بشأن تسليح العشائر السنية في الأنبار وهو ما ألمح إليه رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور الذي أعلن في تصريحات على هامش مؤتمر المغتربين الأردنيين أن عمان لن تسلح هذه العشائر إلا بموافقة بغداد المركزية ما يؤكد أن مشروع التسليح وصل إلى الطريق المسدود. وقبل أن تفشل عمان في إقناع بغداد ببرنامج تسليح وتدريب العشائر العربية فشلت في تطبيق الفكرة ذاتها على العشائر العربية في سوريا التي اعترض زعماء بعضها على الاقتراحات الأردنية حيث استبدلت الحكومة الأردنية هذا الإجراء بزيادة الدعم العسكري واللوجستي لقوات المعارضة السورية. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أعلن عن رؤية الأردن التي تتمثل بدعم العشائر العربية الموجودة في المناطق التي يوجد فيها تنظيم داعش ويهددها على اعتباره واجبا أردنيا. مصادر أردنية مقربة من دوائر صنع القرار قالت ل«عكاظ» إن الأردن تراجع عن برنامج تسليح العشائر في العراقوسوريا لسببين الأول معارضة دمشقوبغداد لقضية التسليح ومضايقتهما للأردن حال تنفيذه هذا الأمر، والثاني اتهام عمان بأنها تسعى لتوسع المملكة الأردنيةشرقا وشمالا وتحديدا في الأنبار العراقية ودرعا السورية. الاتهامات للأردن بالتوسع وضم درعا والأنبار إلى حدودها دفعت العاهل الأردني للخروج عن صمته معربا عن استغرابه من تلك الاتهامات نافيا أي نوايا للأردن بالتوسع خارج حدودها. وعبر الملك عبدالله الثاني في تصريحات أطلقها من مدينة العقبة الساحلية عن قناعته بأن مشروع المساهمة في تسليح أبناء عشائر غرب العراق جزء من التضامن الأردني مع الإخوة العراقيين الذين يواجهون الإرهاب كما هو الحال مع عشائر الأنبار.