لا يخفى على كل فرد يستقي تميز الرعاية الصحية في هذا الوطن الغالي سواء كان مقدما للخدمة (كالطبيب وفريقه) أو متلقياً لها (كالمريض ومن يرافقه) ما يشكله دور إدارة المستشفى في تمكين تقديم الرعاية المتميزة، حيث يفتقر أغلب موظفي الإدارة إلى الدراية الكافية التي تؤهلهم لخوض إيجاد حلول جذرية لمعوقات النجاح فيقفون مكفوفي الأيدي بانتظار التوجيه الغائب. لذا يؤسفنا في الآونة الأخيرة عدم توفر سرير في المستشفيات، فهل بالفعل هناك تزايد في الأمراض نتج عن مشكلة بيئية تفاقمت عدواها ما تسبب في تكدس هائل لعدد المراجعين؟ أم أن المشكلة تكمن في عدم تنفيذ موظفي وموظفات الإدارة للأعمال المناطه بهم؟ ولماذا لم نشهد عدم وجود سرير قبل حقبة من الزمن رغم قلة عدد الموظفين والموظفات ؟ جميع هذه الأسئلة يتساءلها العاقل فيتفانى لخوض رحلة تطوعية لتقصي بعض الحقائق المؤلمة والتي يعنونها سؤال الطبيب المعالج للمريض أو من يرافقه كمقدم للرعاية الطبية لطرحه وهو «هل تعرف أحد في الإدارة يمشي لك هيا»؟ فإن كانت إجابته بنعم: فهو من المقربين وموضوعه انتهى بوجود سرير معرفي، وإن كانت إجابته بلا: فهو ضمن قائمة الانتظار في أقسام الطوارئ.. وكأن هناك معركة دامية يفوز بها صاحب الحضور الأقوى.. يجب متابعة هذه التصرفات عن كثب وإيقاظ هؤلاء الموظفين من غفوتهم. مقترحات: تفعيل خطة خروج المرضى ومتابعة المتعلقات طبية - اجتماعية وسرعة إنجازها، إلزام الموظفين باتباع توصيات الطبيب المدونة ومنحها أولوية مطلقة، محاسبة كل من استغل موقعه الوظيفي في الحصول على سرير أو غرفة خاصة وكف يده عن العمل وتحوير ما لديه من صلاحيات، نزع صلاحية استلام أي طلب تنويم من المراجعين للإدارة وربطها بنظام إلكتروني، بحيث يتلقى الموظف الطلب من الطبيب المعالج فقط ومتابعة التنفيذ تحت إشراف مدققين رفيعي المستوى يتابعون الأولوية، توفير دورات تدريبية مكثفة محلية أو خارجية لمنسوبي الإدارة لمعالجة المشاكل المتوقعة.