لاتزال معاناة شباب أحد رفيدة من وقت الفراغ قائمة، خاصة أن أغلب الأماكن المخصصة للترفيه تعتليها لافتة «مخصص للعائلات»، ما يدفعهم إلى اللجوء للأرصفة لقضاء بعض الوقت بعيدا عن أجواء المقاهي التي قد لا تروق للبعض. كما يعاني الشباب من قلة الأماكن المخصصة للشباب والترفيه بالمحافظة ومراكزها الإدارية التابعة لها، حيث تقل المراكز الترفيهية والرياضية التي تحتضن مواهبهم وتقدم لهم البرامج النافعة لتفريغ طاقاتهم السلبية وتحويلها إلى إيجابية تعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والفائدة، فيما يرى الأهالي أن هذه البرامج تشغل أوقات الفراغ خاصة أيام الإجازات التي أصبحت كابوس كثير من الأسر. في البدء يقول ل«عكاظ» عبدالله عطيف ومحمد حسين وحسين راقع ووليد أبو شعطط: إن نسبة كبيرة وخاصة الشباب الذين يشكلون النسبة الأعلى في مجتمعنا يسقطون في فخ الفراغ بانتهاجهم أساليب وطرق خاطئة للقضاء عليه، ينتج من خلالها مشكلات أخرى أكبر من مشكلة الفراغ ذاته، فالبعض يقضي هذا الوقت في الجلوس على الأرصفة مع أصدقائه وآخر يقضي وقت الفراغ في الاستراحات حتى ساعات الصباح الأولى وبعضهم يدمنون تدخين (الشيشة) في المقاهي والاستراحات، في حين لجأت شريحة أخرى إلى الاستعراض والتسكع في الشوارع والأسواق، الأمر الذي يؤكد حاجة أولئك الشباب إلى متنفس حقيقي، يعفيهم من المبالغة في ابتكار التقليعات الغريبة في الملابس والشعر وغيرها ويوجه طاقاتهم ومواهبهم بشكل أمثل. وأضاف مدرب منتخب المملكة للتايكوندو محمد سعد غانم أن قلة الخيارات أمام الشباب أرغمتهم على الذهاب إلى مواقع محدودة لا تتعدى المقاهي أو الأرصفة والاستراحات أو الذهاب في نزهة برية قد تتكرر كثيرا خلال الأسبوع الواحد. وقال إن المقاهي وللأسف الشديد أصبحت ملجأ يعكف على زيارتها كثير من الشباب، حيث يقضون فيها أوقاتا طويلة جدا على الرغم من أن المحافظة ومراكزها الإدارية شاسعة وجميلة وتوجد فيها العديد من المتنزهات الوطنية التي توافد إليها عشرات الآلاف من الزوار والسياح خلال إجازة الصيف. وناشد غانم الجهات المسؤولة تنفيذ مشاريع في الأحياء تحتوي على نوادي سباحة وكرة قدم وغيرها من الرياضات بسعر اشتراك رمزي لكل نوع من الرياضة تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حيث سيعود ذلك بالفائدة على الشباب الذين وجدوا لهم ملاذا يحميهم من شرور أوقات الفراغ، إلى جانب العوائد المادية التي ستجنيها الجهة المنفذة للمشروع مقابل تلك الرسوم المفروضة، حيث إن ما يتوافر حاليا من برامج لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب تظل قاصرة عن إشباع الرغبات المتنوعة لهؤلاء كما أنها تفتقر إلى الدعاية الإعلامية التي تجعل الشباب على علم بها الأمر الذي يستوجب تكثيف البرامج التي تنساق مع ميول ورغبات الشباب حتى لا يعزفون عنها. كما تساءل غانم: أين يذهب الشاب؟ وكيف يقضي وقت فراغه؟ بل أين يقضي هذا الوقت الطويل الممل، ومن يجالس؟ أليس هذا الشاب معرضا لجلساء السوء وأصحاب الفكر الهدام ومعرض للانحراف؟ هل الأفضل أن تحتويه الجهات الرسمية أو أن يحتويه أناس لا نعلم نياتهم؟ أين المسؤولين ورجال الأعمال؟ شبابنا بالآلاف وأمام ذلك كله نرى كل يوم زيادة غير منطقية للأماكن العائلية. نعتقد أننا اكتفينا من هذه المنشآت التي تستهدف مزيدا من العائلات ونحن بحاجة فعلا لأماكن مخصصة للشباب ليفرغوا فيها طاقاتهم وليقضوا فيها أوقات فراغهم الطويلة وتجمع ميولهم المختلفة وتلبي رغباتهم الشريفة المختلفة.