يشكو شباب منطقة نجران من ندرة الأماكن الترفيهية والرياضية المجهزة التي تعينهم على استغلال طاقاتهم ووقت فراغهم خلال فترة الإجازة المدرسية الطويلة بما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع والفائدة، خاصة أن بعضهم يقضي وقته جلوسا على الأرصفة، البعض الآخر يلجأ للاستراحات حتى الساعات الاولى من الفجر. كما أن عدم توفر أماكن الترفيه لفئة الشباب يدفع بشريحة أخرى منهم إلى الاستعراض والتسكع في الشوارع والأسواق، الأمر الذي يؤكد حاجة الشباب لمتنفس حقيقي يساعدهم على نبذ بعض التصرفات الغريبة والدخيلة على المجتمع وابتكار التقليعات في الملابس والشعر وغيرها، وبما يضمن توجيه طاقاتهم ومواهبهم بالشكل الأمثل. «عكاظ» ومن خلال جولتها في أوساط الشباب وفي بعض المقاهي والكوفي شوب التقت بأصحاب القضية ليتحدثوا عما يدور في أذهانهم وصدورهم، وليحددوا رغباتهم ومطالبهم، فسألناه عن أسباب تواجدهم في المقاهي وأيضا جلوسهم على الأرصفة، ما الأحاديث التي تدور بينهم في هذه الجلسات وكيف يبررون تأخرهم عند التأخر في العودة إلى المنزل، خاصة وأن البعض منهم متزوج وآخرون من طلاب المدارس والجامعات، فيما الغالبية العظمى منهم لا زالوا يبحثون عن الوظائف. يقول زين العابدين آل مقبول، بأنه يتردد على المقاهي للهروب من مشاكل البيت وبحثا عن الراحة، وأضاف بأنه وأقرانه لم يجدوا مكانا بديلا يتحدثون فيه عن همومهم وآمالهم وتطلعاتهم بعد التخرج، وأوضح بأن والده يتفهم أسباب ذهابه إلى هذه المحلات لاقتناعه بأن لا بديل عنها، في حين اعتبر الشاب مبارك آل منصور بأن لجوءه إلى المقاهي باعتبارها الملاذ الوحيد الذي تجتمع فيه شلة الأصدقاء المقربين بعيدا عن نظرات الأهالي، ويضيف «نتناقش بحرية بعيدا عن قمع الأسرة، فتجد منهم من يأتي باللباس الرياضي أو قميص النوم لأنهم ينسلخون من الرسميات والزي الخاص بهم من غترة وعقال وخلافة»، بالإضافة إلى أن الموضوعات المطروحة للنقاش والمسامرة بعيدة عن البرتوكولات الخاصة بالمجالس العامة والأحاديث الجادة. وأشار محمد الحربي إلى أنه يلجأ للمقاهي لقضاء اوقات الفراغ القاتل، إلا أنه اعترف بأنه يواجه مشاكل من الوالد والوالدة تصل الى الضرب وبعض الأحيان الطرد من البيت إذا تأخر في العودة، وتساءل: أين دور الأمانة ورعاية الشباب من إقامة أندية في الأحياء ومراكز ترفيه للشباب، وألم يكلفوا أنفسهم الإجابة على أسباب ذهابنا للكافيهات والتسكع في الشوارع وعلى الأرصفة. من جانبه، قال محمد آل منصور بأنه يلجأ إلى للاستراحات والمقاهي لخدماتها المتميز، ويضيف «بإمكانك مشاهدة المباريات المشفرة مع الاصدقاء والخروج من نطاق العمل وأخذ قسط من الراحة بعيدا عن هموم الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي» وعن الأحاديث التي تدور بينهم قال بأنها تتمحور حول قضاء الاوقات فيما يعود علينا بالفائدة، وأضاف: وبما انني أعمل بالقطاع الخاص فغالبا ما يكون الحديث عن العمل ومصاعبه والبحث عن وظيفة حكومية تضمن العيش الرغيد.