مع انطلاقة الفعاليات الصيفية، انتقد عدد من شباب محافظة أحد رفيدة ومحافظاتها الإدارية، ضيق أو ندرة المساحة المخصصة لفئة الشباب وبما يمكنهم من إطلاق طاقاتهم الحيوية وإبداعاتهم من خلالها، خاصة في إجازة الصيف الطويلة والتي تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر، وتشكل قلقا مضاعفا لمعظم الأسر عموما، حيث يعاني خلالها الأبناء من فراغ مستمر لا يمكن ملؤه وهو ينعكس بدوره سلبا على الأبناء أنفسهم. أوضح ل «عكاظ» نايف الجبيلي، سالم الشواطئ، عادل آل حماد ومحمد علي، أن نسبة كبيرة من الشباب يسقطون في فخ الفراغ لانتهاجهم أساليب وطرقا خاطئة للقضاء على الكابوس الذي يؤرقهم ويؤرق أسرهم، فالبعض يقضي معظم وقته بالتسكع في الشوارع أو جلوسا على الأرصفة مع أصدقائه وآخرون يقضون وقت الفراغ في الاستراحات حتى ساعات الصباح الأولى، ومنهم من يدمن على تدخين الشيشة في المقاهي، وهو ما يؤكد حاجة أولئك الشباب إلى متنفس حقيقي، يعفيهم من المبالغة في ابتكار التقليعات الغريبة في الملابس والشعر وغيرها. وأضافوا «أرغمت قلة الخيارات فئة الشباب، على الذهاب إلى مواقع محدودة لا تتعدى المقاهي أو الأرصفة والاستراحات أو الذهاب في نزهة برية قد تتكرر كثيرا خلال الأسبوع الواحد لتمتد إلى نحو 11 ساعة متواصلة، في الوقت الذي باتت فيه المقاهي وللأسف الشديد مأوى للشباب الهارب من واقعه المرير». وتابعوا «بالرغم من كبر مساحة المحافظة وما تتميز به من موقع سياحي جذاب يحضن الكثير من المتنزهات التي تستقطب عشرات الآلاف من الزوار والسياح خلال إجازة الصيف، إلا أن شباب المنطقة لا يجدون ما يلبي حاجتهم من الفعاليات الترفيهية وحتى الأماكن المخصصة لممارسة هواياتهم المفضلة التي تحفظ خصوصياتهم». وناشد الشبان الأربعة، الجهات المسؤولة بتنفيذ مشاريع ترفيهية لفئة الشباب في الأحياء، تحتوي على السباحة وكرة قدم وغيرها من الرياضات باشتراك رمزي، تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث سيعود ذلك بالفائدة على الشباب أنفسهم بعد حصولهم على ملاذ يحميهم من شرور أوقات الفراغ، إلى جانب العوائد المادية التي ستجنيها الجهة المنفذة للمشروع مقابل تلك الرسوم المفروضة، خاصة وأن المتوفر من هذه البرامج في الوقت الحالي لا يشبع الرغبات المتنوعة لهؤلاء، فضلا عن افتقارها للحملات الإعلامية التي تعرف بهذه الأندية، مما يستوجب تكثيف البرامج التي تتناسب مع ميول ورغبات فئة الشباب بهدف استقطابهم بشكل أوسع. وتساءل الشباب عن آلية التغلب على الفراغ الطويل والممل، وقالوا «قد يتعرض الشاب لجلساء السوء أو الانحراف أو يتم احتواؤهم من قبل أشخاص لا أحد يعلم نواياهم، لذلك على الجهات المعنية ورجال الأعمال من ملاك المنشآت الترفيهية زيادة رقعة الأماكن المخصصة للشباب بدءا من زيادة المساحة العائلية والتي تعد غير منطقية، لأن الشباب في حاجة لأماكن يطلقون من خلالها طاقاتهم وإبداعاتهم وتلبي رغباتهم وميولهم، بدلا من الفراغ الطويل والممل الذي يعيشونه بلا طائل».