في تفاصيل اتفاق فيينا بين إيران ومجموعة (5+1) تتكشف لنا مفاجآت مفزعة ستقوي بالتأكيد نزعة الهيمنة لدى طهران والتصرف بطريقة قهرية أكثر منها إقناعية مع دول جوارها الإقليمي. كما سيكون لها انعكاسات مستدامة على أمن الخليج العربي، فلعقود خلت كانت دولنا ضحية «اللايقينية المرعبة» جراء طموح نووي غير شفاف، كما كانت هدف تغلغل الايرانيين السافر في شؤونها الداخلية، واحتلال جزرها، والمماطلة بحل خلافات الحدود البحرية. بالإضافة لتحريكها خلايا الشغب، وهندسة شبكات التجسس، ثم كثرة عقد المناورات العسكرية لنشر عدم الاستقرار في مياه الخليج مهددة بإغلاق هرمز كأداة ضغط في علاقاتها الدولية. وليس هذا ضرب من «فنتازيا» فكرية سوداوية بل واقع من صفحة العلاقات الخليجية الإيرانية. وحين نقلب الصفحة باتجاه حلفائنا الغربيين لا نستطيع أن نشيد للأوهام بيتا على البقعة الضيقة البائسة بين موقفهم والموقف الإيراني حيال البرنامج النووي، فالاتفاق كشف دلالة استبعادنا من المفاوضات، كما حفظت الإنجازات النووية لطهران بعد مؤتمرات شاقة، فمن حقها التخصيب والاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي. وبدفعة واحدة رفع الحظر بأشكاله الاقتصادية والمالية والمصرفية والنفطية. كما ألغي طلب وقف برنامج الصواريخ الباليستية، وانحصر المنع في تصاميم الصواريخ القادرة على حمل السلاح النووي فقط. وسمح لها بتوريد وتصدير السلاح. بل إن التوابع الزلزالية للخيبة مازالت تتوالى مهشمة الثقة بين دول المنطقة. يدخل إيريك أولسون بنكا في ستوكهولم 23 أغسطس 1973م. ويقوم مع مساعده باحتجاز 4 موظفين 6 أيام. وعند محاولة إنقاذهم يقاوم الضحايا رجال الأمن ويرفضون ترك خاطفيهم. بل ويجمعون لاحقا التبرعات للدفاع عن الخاطفين. وما حدث كما يقول المختصون أن الضحية يصاب بالرعب فتبدأ لديه حيلة نفسية غير واعية فيحب من يضطهده ويلتصق به. حيث إن أي تعامل لين من قبل الظالم يزيد من حبه لهم لأنه يضخم من قيمة أي شيء طيب يقدم له. وقد لا يتعدى ان الظالم أبقاه حيا. ويتطلب علاج المصاب بمتلازمة ستوكهولمStockholm syndrome تقديم الدعم للمصاب وإخراجه من عزلته. وإعادة صياغة معاني السلوك الأخلاقي ومفاهيم الشر والخير. بالعجمي الفصيح. إذا لم يكن ما تقرؤون محزنا ونحن نسمع تهنئة بعض دول الخليج لإيران بالاتفاق النووي بدل إعلان الوحدة الخليجية كرد على الغبن فأين تكمن التراجيدية! @z4alajmi