ما أن يفرغ أهالي بني مالك في جازان من أداء صلاة العيد، حتى يتوجه كل واحد منهم إلى سفح الجبل المجاور لمنزله، ويمد سفرة تحوى العديد من الأكلات الشعبية التي حضرها بجهد ذاتي مع أسرته، ويتحول الموقع إلى مائدة كبيرة يشارك فيها أهالي الحي الذي يجتمعون في أجواء حميمية، ومن أبرز الأطعمة التي يتناولها أهالي بني مالك في العيد العريكة والمشرغ وخبز الميفا والدخن والحنيذ، ويتناول الجميع الطعام دون تكلف بعيدا عن البذخ والإسراف. ويتنافس الأهالي على تقديم أجود الطعام وألذه، إضافة إلى الحلوى التي تتوزع بين المشبك والمعمول وأصابع زينب. أما النساء فيجتمعن في منزل إحدى الجارات التي تحضر موقعا ملائما للمناسبة مزينا بالورود وملصقات تحمل عبارات التهاني والتبريكات وتستقبلهن بالترحيب وأطباق الحلويات في جو مفعم بالحب والود، ويتغير مكان الاجتماع كل عيد بتسلسل على بيوت الجيران. وتتمسك غالبية الأسر في جبال بني مالك بمظاهر العيد التي عاشتها منذ الصغر، وتقاوم للحفاظ عليها من الاندثار بفعل زحف الحياة المدنية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.