من الصور الجميلة التي لا يملك الإنسان أمامها إلا أن يحمد الله ويشكره على نعمه التي لاتعد ولا تحصى، أنك ترى الشباب في عمر الزهور وهم يحرصون على الصلوات المكتوبة وصلوات القيام، في كل المساجد والجوامع المنتشرة في مدننا وقرانا، وهي صورة مضيئة لمستقبل رجال الوطن، ودليل واضح على أن انحراف الفكر أو السلوك، لا علاقة له بطبيعة مجتمعنا، ولا بمنتج مناهجنا الدينية التعليمية، بل هو نتيجة لغياب دور الأسرة ورقابتها على أبنائها. وبمناسبة ذكر المساجد، فإن بعض مدننا تضم مساجد حديثة التصميم، وقوية الإنشاء، وجميلة المظهر، يشعر فيها المصلون بالراحة والطمأنينة، وهي حقيقة نماذج معمارية غاية في الإبداع الهندسي، والتصميم الداخلي وما يضمه من تأثيث متقن ومتناسق، ويعود الفضل بعد الله في ظهور تلك المساجد، إلى من وفقهم الله لبنائها، والصرف عليها من مالهم الخاص، وهنا أقترح على أن تتصدى أي جهة توثيقية خاصة كانت أو عامة، لإنتاج سجل وثائقي مصور تلفزيونيا، ومطبوع ورقيا، لأبرز المساجد الجميلة في بلادنا وهي كثيرة وفي عدد كبير من مدننا. وفي ذلك تدوين لما وصلت إليه بلادنا من تقدم وحضارة. وفي المقابل فإن هناك مساجد متواضعة البناء والتأثيث، ويزيد على ذلك انعدام صيانتها سواء ممن أنشأها أو تعهد برعايتها، وهو دور هام ومسؤولية كبيرة تقع على وزارة الشؤون الإسلامية، لمتابعة تلك المساجد التي بناها أهل الخير أو التي أنشأتها الوزارة ضمن مشاريعها. إن المساجد مظهر صادق لتمسك بلادنا بعقيدتها واهتمامها ببيوت الله، ولذلك فإنه يفترض أن تخصص الوزارة أكثر من نصف «أعمالها» للاهتمام بالمساجد والجوامع وخصوصا تلك الموجودة في الأحياء الشعبية والقرى، وذلك بتطويرها وتحديثها، فالمسجد ومظهره لابد أن يكون ضمن أولويات مشاريع الوزارة وأعمالها. وأتمنى أخيرا أن تعلن الوزارة عن مشاريعها فيما يختص بالمساجد وخططها لذلك، وعما فعلته الوزارة بعد صدور الأمر الملكي ( أ/74 بتاريخ 13/4/1432ه) والذي نص على أن (يخصص بشكل عاجل مبلغ 500 مليون ريال لترميم المساجد والجوامع في كافة أنحاء المملكة)..