سباق محموم في خارطة البرامج الرمضانية بين الإذاعات والقنوات الفضائية، فالمعادلة المعتادة في اقتسام كعكة الجمهور بينهما تختلف عن غيرها من الشهور، خاصة في ساعات الذروة. وتبحث الخارطة البرامجية الرمضانية للإذاعات والقنوات السعودية سبل استقطاب الشريحة المستهدفة والاستحواذ على اهتمامها عبر البرامج والمواضيع المثيرة، خاصة تلك التي تتطرق للقضايا والإشكالات التي يعيشها المجتمع السعودي، والتي تصنف بالبرامج المجتمعية. وتتقاطع أوقات الذروة بين الإذاعات والفضائيات، ففي فترة ما قبل الإفطار تكتسح الإذاعة ميدان المنافسة، إذ تضع في هذا التوقيت حزمة برامج متنوعة تمتاز بالديناميكية الاجتماعية، بينما ترتفع مستويات المشاهدة للقنوات الفضائية من بعد المغرب حتى ساعات الصباح الأولى، التي تسيطر فيها الدراما على شاشاتها. ويرى مراقبون إعلاميون أن الإذاعة لا تزال تحظى بنسب متابعة تنافس الفضائيات، ولم تكتسح بعد من قبل منافسها التقليدي التلفزيون، وتصل نسبة الاستماع للإذاعة في المملكة ل60 في المائة، ويشير خبير الإعلام المحلي أنور عسيري إلى أن مفهوم شيخوخة الإذاعة في المملكة غير ملموس، مؤكدا أن الإذاعة لا تزال الخيار الأول لأكثر من 85 في المائة من قائدي المركبات، والحرص الذي يوليه أصحاب المحطات الإذاعية لإرضاء شغف مستمعيهم، عبر المواد الترفيهية والمعلومات المفيدة المقدمة بقالب مضحك، مكنها من الاحتفاظ بمكانتها.