الببغاء طائر يقلد بعض أنواع الأصوات، ويحفظ بعض الكلمات التي تتردد على مسامعه أقصاها 800 كلمة مثل الببغاء الرمادي الأفريقي، رأسه كبير وعنقه قصير، لسانه غليظ ومخالبه معقوفة كي تساعده على التعلق بالأغصان ومنقاره صلب متين قادر على كسر قشرة الجوز الصلبة. فلنتفق بأن تقليد الببغاء اعلاه بعيد عن الأذية، لكننا اليوم نعيش بين ببغاءات بشرية ذوات اعمار طويلة صعبة الانقراض، تقلد الأصوات التي تأتي على هواها، تحب الأصوات المرتفعة الأقرب للصراخ وتحب أيضا الأصوات المكتومة أما الأصوات المسموعة عادة لا تجذبها، تحفظ الكلمات المتداولة والمتشابهة لا تعترف بالاختلاف ولا بالجديد، هي فقط تحفظ بعبودية وانصياع وخضوع كما يقول المصريون (حافظ مش فاهم)، هي ذوات رأس كبير محشو ومليء بالفراغ والسم كما أن لها أيضا عنقا قصيرا لا يسمح لها بأن تبلع ريقها بين الكلمة والأخرى فهي تتحدث سريعا كي لا تنسى الدرس الذي املي عليها من قبل الكبار .. لسانها غليظ وكلماته حادة وجارحة، منقارها صلب مثل حشوة دماغها تقاوم الكسر.. لها مخالب معقوفة كي تتشبث بآرائها التي حفظتها، منهجها اقصاء الآخر .. الببغائيون : نسوا قول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) .. أناس ربطوا على أعينهم خرقة عتيقة، أغلقوا أفواههم وآذانهم، يسيرون دون أن يخيروا، لا يسألون فقط ينفذون، فإن قال لهم قدوتهم لون اللبن أسود سيرونه أسود فعلا، كل فكرة محشوة في رأسهم (الكبير) هي نتيجة لدرس طويل قام بتحفيظهم اياه (ملقنهم) .. قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: (ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرينِ).