يتخوف أهالي الهجر التابعة لمحافظة حبونا (100 كم شمالي نجران) من العزلة التي يعانون منها مع هطول الأمطار، في وقت يعانون من سوء الخدمات التي تصل إليهم. ولم تنعم هجر نعمان وقرا وسمر وزور الحداد بأي نوع من الخدمات، ولم يشفع لها موقعها الاستراتيجي كواجهة للمحافظة من جهة الجنوب، أو ما تحتضنه من أكثر من 25 ألف نسمة موقعها المميز على ضفاف وادي حبونا الذي ينتهي في رمال الربع الخالي فضلا عن قلاعها التاريخية ورمالها الذهبية، لم يشفع لها كل هذا في أن تنعم بتوفر الخدمات أسوة بالمحافظات الأخرى في ظل غياب الجهات المعنية عنها، حيث يعاني أهالي هذه الهجر من تدني مستوى الخدمات البلدية والطرق. وبينوا أن مخاوفهم تتضاعف سنويا مع حالة العزلة التي يعانون منها خلال هطول الأمطار بسبب سوء الطرقات وتعثر المشاريع التي أصبحت السمة البارزة في جميع مشاريع المحافظة -على حد وصفهم- فضلا عن غياب النظافة والسفلتة وفرق الإصحاح البيئي، بل باتوا يطلقون على هجرهم بالمنسية رغم مطالبهم المتكررة ولكن دون وقفة جادة من قبل الجهات الخدمية المعنية. وانتقد عبدالله سالم أل سليم الوضع الذي تعيشه هجر نعمان وقرا وسمر وصخي في ظل غياب أبرز الخدمات الضرورية عنهم، وقال: «نعاني من نقص حاد في الخدمات وعلى رأسها الطرق حيث إن أغلب الهجر تفتقد للسفلتة والإنارة والرصف فضلا عن غياب الخدمات البلدية الأخرى»، موضحا أن هجرهم أصبحت منسية وغائبة عن التفاتة المسؤولين حيث تتراكم النفايات أمام منازل الأهالي، وعلى جانبي الطرقات في ظل غياب عمال النظافة، فضلا عن انتشار الحشرات والبعوض الضار الذي بات يهدد الأهالي بسبب تقاعس فرق الإصحاح البيئي وغيابها عن الرش، مطالبا الجهات المعنية وعلى رأسها بلدية الحصينة بضرورة تلبية مطالبهم وتوفير الخدمات الضرورية لهم وتكثيف زيارة عمال النظافة وفرق الرش. وطالب فايز مهدي الجهات الخدمية بضرورة متابعة مشاريعها المتعثرة والتي دفع ضحيتها الأهالي كثيرا، وقال «أصبحت مشكلة انقطاع الطرق أثناء هطول الأمطار وجريان وادي حبونا هاجسا يؤرق الأهالي حيث تتوقف الحركة عن هطول الأمطار وجريان السيول مما يضطرهم إلى سلوك الطرق الجبلية الوعرة والمخاطرة بأرواحهم وذلك لعدم وجود جسر يربطهم بالطرف الأخر من الوادي»، مشيرا إلى مطالبهم المتكررة التي لم تجد أي تجاوب من قبل الجهات الخدمية المسؤولة عن ذلك، مناشدا المسؤولين بالعمل على الإسراع في إنشاء جسر يربط الجهة الشمالية من حبونا بالجهة الجنوبية. ويبين جابر علي، أنه سبق وتقدموا بطلبات لوزارة النقل لإنشاء طريق بطول 25 كم تقريبا يربط الحصينية بصخي يمر بتلك الهجر، مبينا أنه تم ترسية المشروع على إحدى المؤسسات قبل حوالي خمس سنوات وأنجز من المشروع 4 كلم فقط من جهة الشرق ثم تفاجأوا بتوقف هذا المشروع الحيوي دون سابق إنذار، وأنهم لا يعلمون الأسباب، مشيرا إلى أنه تمت مراجعة إدارة الطرق بنجران وأفادوا أنه مطلوب استكمال المشروع في الوزارة، والتي عند مراجعتها أبلغتهم أن إدارة الطرق بنجران ومجلس المنطقة لم يرفعا طلب استكماله مع مشاريع المنطقة الأخرى، مبينا أنهم أصبحوا حائرين ما بين الإدارات الخدمية المختلفة من أجل تلبية أبسط المشاريع الخدمية التي باتوا في أمس الحاجة لها، مطالبا إدارة الطرق بضرورة استكمال المشروع لخدمة الأهالي في الهجر التي يمر بها الطريق. وقال علي آل سليم، إن هذه الهجر رغم موقعها الاستراتيجي كواجهة للمحافظة من جهة الجنوب، إلا أنها تفتقد إلى المتنزهات والمسطحات الخضراء، مناشدا الجهات المعنية بإنشاء حدائق عامة لتكون متنفسا للسكان، مطالبا بضرورة توفير بعض الخدمات مثل شبكة الهاتف الثابت وتقوية خدمة الإنترنت.