رغم موقعه الاستراتيجي في قلب شرورة، وباعتباره أحد أقدم الأحياء في المحافظة، إلا أن كل هذا لم يشفع لحي النزهة الجنوبي أو كما يطلق عليه الأهالي حي «صوعان» بمسايرة ركب التنمية والتطوير أسوة بالأحياء المجاورة، حيث أصبحت العشوائية السمة المسيطرة عليه، وبات من الأحياء التي يرثى لها، مما دفع بعض السكان للهجرة منه بحثا عن أحياء أخرى تنعم بتوفر الخدمات الضرورية. ويشكو أهالي الحي الواقع في الجهة الشمالية من محافظة شرورة من الإهمال وغياب الجهات الخدمية عنه رغم الكثافة السكانية التي يشهدها الحي، حيث يفتقر إلى الخدمات الأساسية وشيخوخة مبكرة في شوارعه، وغابت عنه ملامح الإسفلت والإنارة والتشجير، وكانت الحفريات عنوانا له، ولم يقتصر الوضع على ذلك بل إن معاناة الأهالي تضاعفت بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر في فصل الصيف، فضلا عن غياب المتنزهات التي تحتضن العائلات. «عكاظ» جالت في حي «صوعان» والتقت بعدد من السكان الذي بينوا أن معاناتهم تأتي نتيجة الإهمال من الجهات المعنية رغم مطالبهم المتكررة، وقالوا إن الحي يعاني من تراكم النفايات وتكدسها في ظل غياب عمال النظافة عن الحي وعدم تنظيف حاويات النفايات باستمرار، فضلا عن عدم وصول المياه المحلاة إلى منازلهم، مطالبين بالتفاتة صادقة والاستعجال في استكمال مشروع الصرف الصحي. وقال كل من محمد علي وعيظة الكربي ومحمد العمري: إن حي صوعان لم يشفع له موقعه الاستراتيجي ولا الكثافة السكانية العالية، حيث يعانون من نقص الخدمات ويحتاجون إلى الالتفاتة من قبل المسؤولين، حيث «تنقصنا الكثير من الخدمات وفي مقدمتها الخدمات البلدية»، مشيرين إلى أنه رغم تاريخ الحي وقدمه باعتباره أحد أقدم الأحياء، إلا أن الجهات المعنية لا تزال تغط في سبات عميق جراء عدم التفاتها للحي، وتوفير الخدمات الضرورية له، حيث نعاني من انعدام السفلتة وكذلك عدم وجود الإنارة لأغلب طرقات الحي التي تعج بالحفريات مما تسبب لمركباتنا بالعديد من الأضرار وكذلك العشوائية في تنفيذ العديد من المشاريع التي تفتقد إلى أبسط وسائل السلامة. وأضاف كل من ربيع صالح وفرج الكثيري وأحمد الحارثي: «الحي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الضرورية، ولعل أبرزها عدم توصيل المياه المحلاة إلى منازلنا، وهذا المشروع الذي طالما حلم به الأهالي، مما يفاقم أزمتهم ويزيد معاناة الأهالي ويكلفهم مبالغ فوق طاقتهم وذلك بشراء صهاريج المياه أسبوعيا على حسابهم الخاص»، مشيرين إلى أن الحي يشهد نقصا في الخدمات البلدية، أيضا تتراكم النفايات أمام المنازل في ظل غياب عمال النظافة فضلا عن عدم وجود حاويات للنفايات بشكل كاف في الحي، مطالبين بضرورة الاهتمام بالحي أسوة بالأحياء المجاورة. وناشد كل من محمد الوادعي ومفرج الكربي بمساواة الحي بالأحياء المجاورة وقالا: «إنه يعاني من نقص حاد في بعض الخدمات مثل المتنزهات والمسطحات الخضراء التي تعكس حداثة وجمال الحي وتكون المكان المناسب لاحتضان أطفالنا، وكذلك نعاني من انقطاعات الكهرباء المتكررة، خاصة في فصل الصيف مما سبب لنا الكثير من الخسائر، وعطل بعض الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وأفسد المواد الغذائية في الثلاجات»، مطالبين فرع شركة الكهرباء بتدارك أي عطل قد يتسبب في مثل هذه الانقطاعات، ومناشدين مديرية المياه بضرورة الانتهاء من مشروع الصرف الصحي. من جانبه قال رئيس بلدية شرورة المهندس مانع المحامض إن الحي يقع ضمن خطة تنظيم الأحياء العشوائية، وسيكون من الأحياء المثالية مستقبلا، حيث تتم إعادة السفلتة وتوسعة الشوارع للقضاء على مظاهر العشوائية التي يعاني منها الحي حاليا.