يعيش سكان محافظة العيدابي في منطقة جازان والمحافظات والقرى المجاورة، على أنفاس الدخان السام المنبعث من مكب النفايات في قرية المشاف القريبة من المحافظة، والذي تشتعل فيه النيران منذ الجمعة الماضية، ما تسبب في انتشار سحابة كثيفة من الأدخنة الملوثة. وتتواصل شكاوى الأهالي هناك من تسبب تلك الأدخنة السامة التي تحملها الرياح إلى المحافظة في حدوث اختناقات، مشيرين إلى أن عددا من سكان المشاف والعيدابي اضطروا للنزوح من منازلهم خوفا على أطفالهم، خصوصا أن الدخان الكثيف يحجب الشمس عن المحافظة ويؤدي إلى انعدام الرؤية وتأذي المواطنون وقائدي المركبات على طريق العيدابي - صبيا. وطالب الأهالي في العيدابي ومركز بلغازي بإيجاد حل عاجل وسريع لمشكلة مكب النفايات في المشاف ونقله إلى مكان خارج النطاق السكاني والزراعي. وقال محمد علي الغزواني: أطفالي يختنقون بسبب الدخان الملوث والسام لذلك خرجت من العيدابي وسكنت لدى أحد أقاربي في محافظة فيفاء الجبلية إلى أن تنتهي سحابة الدخان هذه. وأضاف ملهي الغزواني: لا أحد يجهل خطر الأدخنة المنبعثة من النفايات والأضرار التي تتسبب فيها للإنسان والحيوان وحتى المزارع. وأضاف: نطالب بعدم حرق النفايات في هذا المكب ونقله إلى مكان خارج النطاق العمراني. في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني ل«عكاظ» أن فرق الدفاع المدني تواصل عملها بشكل يومي للسيطرة على الحرائق التي يتسبب فيها مجهولون في الموقع، مشيرا إلى مخاطبة بلدية العيدابي التي أفادت أن المكب تابع لمحافظة ضمد وتمت مخاطبة بلدية ضمد وسيكون العمل جاريا على نقله أو ردمه وإبعاده عن السكان. وبين القحطاني أنه قبل عامين تسبب المجهولون الذين يتواجدون في المكب بأعداد كبيرة في حرائق أدت إلى نفس المشكلة وتم تشكيل لجنة والقبض عليهم في حينه لكنهم الآن عادوا بأعداد أكبر وهم السبب وراء الحرائق التي يتم إشعالها في المكب. وأوضح محافظ العيدابي نايف بن ناصر بن لبدة ل«عكاظ» أن مكب النفايات يتبع لمحافظة ضمد، وتمت مخاطبة الأمانة والإمارة وكافة الجهات المعنية لتشكيل لجنة لرفع الضرر عن المواطنين، الذين تأذوا كثيرا من المكب خاصة أنه قريب من العيدابي ويقع شرقيها ويؤثر على سكانها، مبينا أن المحافظة تسعى جاهدة لأن يكون المكب تحت تصرفها وإشرافها حتى نستطيع السيطرة عليه بتسويره وتنظيمه ووضع حراسة عليه، خصوصا أن هناك مجهولين يقومون بحرق النفايات بشكل مستمر للاستفادة من حديد السكراب.