«الملك سلمان يحفظه الله كان ومنذ زمن صديقا للإعلاميين في الداخل والخارج، وهو قارئ متميز، يتابع ويتفحص كل ما ينشر في الإعلام، ويثني على من هو صادق فيما يقول، ويناقش من لديه وجهة نظر أخرى».. بهذه الكلمات، بدأ الإعلامي المخضرم الدكتور محمد أحمد صبيحي حديثه ل«عكاظ» عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، مضيفا: «لقد كان يعرف عن قرب كل واحد منا فيدعمنا ويشجعنا ويوجهنا لما هو خير، بابتسامة حانية، ونظرة ثاقبة، كان يعرفنا بالصوت قبل الصورة» . وللدكتور الصبيحي كما يقول «شحنة من الذكريات مع الملك سلمان وفقه الله تعود وتأتيك باسمه مشرقة على الشفاه وتتهاوى إليك بشارة تتهلل لها الأسارير»، موضحا «ذكرياتنا نحن الإعلاميين والمذيعين بوجه خاص لها طعم فريد ونادر، فقد كان يحفظه الله وما زال بالنسبة لنا هو الأب الحاني، والأستاذ الموجه والمشجع لنا في كل عمل نقوم به». ما هي أهم فترة شرفت فيها بالقيام بمهمة إعلامية مع خادم الحرمين الشريفين؟ مرافقته يحفظه الله لافتتاح «معرض المملكة بين الأمس واليوم» في القاهرة، كان ذلك بعد عودتي مباشرة بعد انتهاء فترة إعارتي لشركة الكهرباء بالمنطقة الغربية، وقد صادف أنني كنت بصدد أخذ إجازة للسفر بصحة العائلة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أنه وقبل السفر بساعات اتصل بي الزميل أحمد القحطاني، وكان وقتها مديرا لمكتب وزير الثقافة والإعلام، وطلب إلى الحضور لمكتب الوزير لأمر مهم، فتوجهت فورا لمعرفة الأمر، وعند مقابلتي له أخبرني بضرورة عودتي إلى التلفزيون كما كنت سابقا، ثم أبلغني بالتوجه إلى القاهرة في اليوم التالي كرئيس للوفد الإعلامي ومرافقة الأمير سلمان (آنذاك) وتغطية أحداث المؤتمر، فلبيت الأمر وألغيت سفري إلى أمريكا وتوجهت إلى القاهرة، ومكثت هناك 35 يوما كنت فيها على مقربة منه يحفظه الله أسعد بتوجيهاته ومن معي من الزملاء، حيث كان يتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة في المعرض قبل حفل الافتتاح، للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وكان حفلا رائعا وناجحا بكل المقاييس، وافتتحه الرئيس المصري آنذاك، بحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين المصريين والسعوديين، وكان الملك سلمان يحفظه الله قد ارتسمت على محياه كل مظاهر الفرح والرضا لذلك النجاح، خصوصا للكلمة الجامعة التي ألقاها الرئيس المصري في ذلك الحفل. بعد عودتك إلى الرياض بعد انتهاء المعرض، هل التقيت الملك سلمان يحفظه الله الذي افتتح المعرض حينذاك؟ نعم، وكان أول شيء قمت به أنني توجهت بعد عودتي من القاهرة إلى مكتبه في قصر الحكم يحفظه الله واستقبلني مدير مكتبه وسألني: هل لديك معه موعد؟، قلت: لا، فدخل عليه رعاه الله واستأذنه فسمح لي بالدخول، فدخلت وسلمت عليه، واستقبلني بحفاوته وابتسامته المعهودة، وأثنى على ما قمنا به خلال المعرض، ثم غادرت المكتب وتمنى لي المزيد من التقدم والنجاح. وماذا عن مشاركتك في إنشاء قناة mbc وصحيفة الشرق الأوسط؟ عندما اختمرت فكرة إنشاء قناة تلفزيونية فضائية في ذهن الشيخ وليد البراهيم، اخترت كأحد المساهمين في ذلك، وتزامن ذلك مع تعييني ملحقا إعلاميا في سفارتنا في لندن، فوازنت بين عملي الجديد محلقا إعلاميا، وبين مشاركتي في إنشاء القناة التي سميت بعد ذلك بالmbc. بعد فترة زمنية اتصل بي سكرتير مدير مكتب الأمير سلمان (آنذاك) عساف بوثنين، وأخبرني أن الأمير أحمد بن سلمان يرحمه الله يهديك التحية ويرشحك بأن تتولى منصب المدير الإداري لصحيفة الشرق الأوسط، ومع فرحي بهذا الاختيار وتقديري العميق له يرحمه الله على تلك اللفتة والثقة في شخصي، إلا أنني أخبرته بأنني مرتبط في موضوع إنشاء القناة الفضائية (mbc)، مع حفظي لتلك اللفتة منه يرحمه الله. حدثنا عن الفيلم الوثائقي للمؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله؟ طلب مني الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله التعليق على فيلم وثائقي أعدته الأميرة جواهر بنت ماجد عن جدها الملك عبدالعزيز يرحمه الله بمناسبة اليوم الوطني، فقمت بتسجيل المادة صوتيا، وبعد الانتهاء من الفيلم توجه الأمير ماجد يرحمه الله إلى الرياض، وكنت أحد مرافقيه، وفي صالة العرض حضر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الرياض، وبدأ عرض الفيلم، وما إن سمع صوت المعلق حتى التفت إلي يحفظه الله بابتسامة وقال لي: محمد هذا صوتك؟، قلت: نعم حفظك الله ورعاك، فقال: موفق إن شاء الله، وبعد انتهاء العرض توجهت إلى المكان الذي يجلس فيه يحفظه الله وسلمت عليه، فشد على يدي ودعا لي بالتوفيق والنجاح. التقيت خادم الحرمين الشريفين بعد عودتك من أمريكا عقب حصولك على الدكتوراه.. ماذا حدث في هذا اللقاء؟ بعد عودتي من أمريكا وحصولي على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا عام 1982م في موضوع «استخدام التلفزيون لمواجهة الاحتياجات الاجتماعية في المملكة»، شرفت بمقابلة الملك سلمان يحفظه الله في قصره في جدة، وقدمت له نسخة موجزة عن الرسالة باللغة العربية، فأخذ يتصفحها ويقرأ أهم محتوياتها والابتسامة على محياه، بعدها شد على يدي ودعا لي بأن يوفقني الله لخدمة الوطن.