توقع الإعلاميان اليمنيان محمد بالطف وصادق زاهر أن تسعى جماعة الحوثي وأنصارهم في محادثات جنيف القادمة إلى كسب الوقت، وتحقيق مكاسب جديدة على أرض الواقع، والسعي الحثيث لتخريب المحادثات، في ظل الأنباء الواردة من اليمن، والتي تشير إلى تحرك الحوثيين لإدماج الآلاف من أنصارهم ضمن مكونات الجيش والحرس الجمهوري والقطاعات الأمنية المختلفة، تحسبا لأي ضغوطات قد تفرض عليهم أثناء التفاوض، وإرغامهم على القبول بمخرجات الحوار اليمني والقرارات الدولية الخاصة بالأزمة في اليمن. وأكدا ل«عكاظ» أن «جنيف» ستكون الحلقة الأخيرة في مسلسل التفاوض بين القوى السياسية اليمنية، والتي يرفض جميعها باستثناء الحوثيين أن يؤول مصير بلادهم إلى ما آلت إليه الأزمة في سورية. وقال الطف: «بالنسبة لكثير من اليمنيين، فإن (جنيف) لن تأتي بخير؛ لأن هناك سوء نية لدي الحوثيين، وهي محفورة بذاكرة العرب لكثرة ما استضافت الفرقاء السوريين الذين لا تزال بلادهم تحت بطش نظام الأسد. وما يؤكد هذا التوقع تصريح رئيس الحكومة خالد بحاح بأن «جنيف» لن تكون للتفاوض وإنما للتشاور، ولا أدري كيف سيكون التشاور مع جماعة الحوثي التي انقلبت على الشرعية الوطنية، وتسببت في الوضع الذي يعيشه اليمن الآن». وأضاف: «كما أن الأممالمتحدة التي ترعى هذا الاجتماع، لم تمارس ضغوطاتها على الانقلابيين، لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وإنما دعتهم إلى التحاور، إذا فانه من المتوقع أن لا يسفر المؤتمر القادم إلا إلى ضياع الوقت، وسقوط المزيد من القتلى والمصابين جراء استغلال الحوثيين المؤتمر القادم في تحقيق مكاسب عسكرية». بدوره، قال الإعلامي زاهر إن الوفد الحكومي يشير إلى أن الشرعية الوطنية تؤكد على الهوية الوطنية الواحدة، حيث يقود وزير الخارجية الدكتور رياض ياسين وهو جنوبي وفد الحكومة، بينما تتردد الأنباء أن وفد جماعة الحوثي يناهز على 81 مشاركا، وهذا مؤشر على ضعف موقفهم، وتشتت كلمتهم، وصورة مشاركتهم في المؤتمر القادم. وأضاف: «من هنا ترتسم صورة مؤتمر جنيف القادم، والتوقع بما سيسفر عنه، إلا إذا مارس المجتمع الدولي ضغوطه الحقيقية على جماعة الحوثي، وألزمها بتغيير موقفها على الأرض.. عندها سيكون هناك أمل، لإيجاد حل للازمة اليمنية».