فيما يواصل مقاتلو المقاومة الشعبية توجيه ضرباتهم الموجعة إلى ميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في معظم المدن والمحافظات اليمنية، لم تجد فلول الانقلابيين الحوثيين بُدا غير البحث عن مخرج سياسي، لتحقيق انتصارات معنوية وهمية، لتعويض الانتكاسات الميدانية التي تُلحقها المقاومة بميليشياتهم على الأرض، وذلك قبل أيام قليلة على انطلاق لقاء جنيف الذي يجمع أطراف الأزمة اليمنية. وبعد محادثات سياسية استمرت أياما عدة في العاصمة العمانيةمسقط، اختار المتمردون العاصمة الروسية موسكو كمحطة جديدة لهم، للبحث عن حل سياسي للأزمة في اليمن. وتأتي تلك الزيارة بعد أن جلس الحوثيون في عمان على طاولة واحدة مع الأميركيين الذين تطالب شعاراتهم بالموت لهم. ويرى المراقبون أن الحوثيين باتوا يعلمون أنه لا مخرج من الأزمة التي أوصلوا اليمن إليها بسبب انقلابهم على الشرعية، إلا بالتفاوض مع أطراف يمنية، إضافة إلى الأطراف الغربية والخليجية، وذلك بالطبع بعد تنسيقهم مع الحليف الإيراني، إذ يعولون على موسكو لضمان دور أكبر في الأزمة اليمنية، مستندين على العلاقات الديبلوماسية المتينة التي تجمع بين حليفهم الإيراني وروسيا، خصوصا مع ضغوطات الحكومة اليمنية، المطالبة بضرورة الانصياع المسبق من الحوثيين للمرجعيات المعترف بها دوليا، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي شارك فيه المتمردون أنفسهم، وقرارات مجلس الأمن، خصوصا القرار 2216 حول الانسحاب من المدن وإعادة ما تم نهبه من الأسلحة، إضافة إلى مخرجات مؤتمر الرياض الأخير الذي شاركت فيه كل الفعاليات السياسية اليمنية. ورغم عدم استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن، لإيقاف القرار الدولي ضد الحوثيين، والاكتفاء بالامتناع فقط عن التصويت، فإنه يبدو أن طهران تمارس ضغوطا على موسكو للتدخل لإنقاذها وحليفها الحوثي على حد سواء من المأزق اليمني، خصوصا مع ورود تقارير عسكرية تشير إلى أن الواقع على الأرض لا يصب في مصلحة الانقلابيين. في غضون ذلك، واستمرارا لمسلسل الخوف من الخيانة، الذي يعتري طرفي التحالف الشرير، صالح والحوثي، من بعضهما بعضا، كشفت مصادر مقربة من حزب الأول أن الرئيس المخلوع يدفع باتجاه التصعيد العسكري، في سبيل تحسين موقفه في مفاوضات جنيف المزمعة، وذلك بعد تصاعد مخاوفه من انفراد حلفائه الحوثيين في المفاوضات، وتوصلهم إلى اتفاقات جانبية بمعزل عنه. وأضافت المصادر أن المخلوع استشاط غضبا عندما علم بسفر الوفد الحوثي إلى موسكو، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تمت دون التنسيق والتشاور معه، إضافة إلى عدم رضاه عن تحركات أعضاء المكتب السياسي للجماعة المتمردة. ومضت المصادر بالقول إن مخاوف المخلوع تتعاظم من إمكان تمثيل حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادات وطنية من التي أعلنت وقوفها مع شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ما يعني فعليا انتهاء دوره السياسي إلى الأبد.