احتجزت أمطار غزيرة بمحافظة الداير بني مالك أمس الأول، عددا من السكان بوادي الشعيب أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز عثوان وقرى آل سعيد وخاشر وجبل حبس وطلان ودفا، وأجبرتهم على النوم في العراء، فيما حاول البعض الصعود إلى الجبل سيرا على الأقدام بعد أن وقعوا في كماشة اللاصعود واللاعودة بسبب الانهيارات الصخرية التي منعتهم من الصعود إلى قراهم الجبلية والعودة إلى الداير بعد أن قطعت السيول الطريق الذي تم تنفيذه داخل أحد الأودية. كما احتجزت السيول عشرات المواطنين بوادي الشعيب، بعد أن جرفت الأتربة والحجارة وقطعت الطريق وعلقت بعض السيارات في الجرف الترابي، فيما سارعت الشركة المنفذة للطريق الجبلي بإعادة فتح الطريق، إلا أن العبور من خلاله كان محفوفا بالمخاطر بسبب انجراف التربة والانهيارات الصخرية. وتسببت الأمطار في فصل التيار الكهربائي عن قرى آل سعيد مركز عثوان وجبل خاشر، ولم تتمكن فرق طوارئ الكهرباء من الوصول إليها بسبب السيول وانقطاع الطريق الجبلي إلى ساعات متأخرة من الليل، وأكد عدد من السكان أن طريق عثوان المنفذ داخل وادي الجوة أصبح يشكل خطرا حقيقيا عليهم وعلى حياة العابرين، بعد أن جرفت السيول أجزاء منه. يذكر أن هذه الأمطار سالت على إثرها أودية جورى وضمد واهراين والرمح والجوة ودفا وعرقين، واحتجزت السيول السكان خلف المزلقانات، وشهدت العديد من الطرق الجبلية إنهيارات صخرية. وكثف الدفاع المدني بالمحافظة دورياته عند مداخل الأودية لمنع البعض من عبورها أثناء جريانها، محذرا في الوقت ذاته الجميع من الإقدام على مثل هذه المغامرة. وأوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية الداير المهندس غصاب بن نايف العتيبي، أن البلدية ممثلة في إدارة الطوارئ والأزمات باشرت مهامها فور تلقي البلاغات من المواطنين، وفتحت العديد من الطرق الرئيسية والفرعية، وإعداد محضر مشترك بين الدفاع المدني والطرق، مبينا أنه تم التنسيق مع فرع الطرق لفتح الطرق المتضررة في خاشر وحبس وطلان والعريف وبعض الطرق الفرعية داخل المحافظة. كما هطلت البارحة الأولى أمطار على العديد من محافظات ومراكز الشريط الحدودي شملت صامطة والخشل والقفل سالت على أثرها أودية خلب وذهبان ودهوان، فيما حذر الناطق الرسمي للدفاع المدني بجازان الرائد يحيى القحطاني من الجلوس في مواقع جريان السيول أو عبور الأودية، موضحا أن هناك العديد من دوريات الأمن والسلامة تتواجد باستمرار عند جريان السيول وتؤدي مهام التنبيه للمتنزهين بخطورة الجلوس في بطون الأودية.