احتجزت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة الداير بني مالك يوم أمس الأول عددا من السكان بوادي الشعيب أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز عثوان قرى آل سعيد وخاشر وجبل حبس وطلان ودفا، وأجبرتهم على النوم في العراء، فيما حاول البعض الصعود إلى الجبل سيرا على الأقدام بعد أن وقعوا في كماشة اللا صعود واللا عودة بسبب الانهيارات الصخرية التي منعتهم من الصعود إلى قراهم الجبلية واحتجزتهم السيول ومنعتهم من العودة إلى محافظة الداير بعد أن قطعت السيول الطريق الذي تم تنفيذه داخل أحد الأودية. كما احتجزت السيول التي تعرضت لها محافظة الداير عصر أمس العشرات بوادي الشعيب بعد أن جرفت الأتربة والحجارة وقطعت الطريق وعلقت بعض السيارات في الجرف الترابي، فيما سارعت الشركة المنفذة للطريق الجبلي بإعادة فتح الطريق إلا أن العبور من خلاله كان محفوفا بالمخاطر بسبب انجراف التربة والانهيارات الصخرية. وتسببت الأمطار في فصل التيار الكهربائي عن قرى آل سعيد مركز عثوان وجبل خاشر ولم تتمكن فرق طوارئ الكهرباء من الوصول إليها بسبب السيول وانقطاع الطريق الجبلي إلى ساعات متأخرة من الليل. وتساءل السكان عن طريق عثوان المنفذ داخل وادي الجوة الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا عليهم وعلى حياة العابرين وذلك بعد أن جرفت السيول أجزاء منه ومتى ستحل مشكلة عبارة الشعيب التي دفنها السيل منذ 10 سنوات وأصبحت تهدد عابريها مع كل مطر. يشار إلى أن هذه الأمطار الغزيرة سالت على إثرها أودية جورى وضمد واهراين والرمح والجوة ودفا وعرقين واحتجزت السيول السكان خلف المزلقانات وشهدت العديد من الطرق الجبلية انهيارات صخرية وعانى السكان من عدم الوصول إلى منازلهم بسبب الطرقات الجبلية، وينتظرون سرعة قيام الجهات المعنية بإصلاح الطرق وتخفيف معاناتهم. من جانبه، كثف الدفاع المدني بالمحافظة دورياته عند مداخل الأودية مخافة مغامرات البعض بعبورها أثناء جريانها، محذرا في الوقت ذاته الجميع من الإقدام على مثل هذه المغامرة. وأوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية الداير المهندس غصاب بن نايف العتيبي أن البلدية ممثلة في إدارة الطوارئ والأزمات باشرت مهامها فور تلقي البلاغات من المواطنين، وقامت بفتح العديد من الطرق الرئيسية والفرعية وإعداد محضر مشترك بين الدفاع المدني والطرق، مبينا أنه تم التنسيق مع فرع الطرق لفتح الطرق المتضررة في خاشر وحبس وطلان والعريف وبعض الطرق الفرعية داخل المحافظة.