يعرف عن لواء الحق مشاركته في معظم جبهات القتال في حلب وإدلب وريفيهما، فهو اللواء الحاضر في كل الأحوال على الجبهات. تشكل هذا اللواء ذو الإمكانات القتالية الجيدة والخبرات التقنية الواعية منذ بداية الأحداث وهو من الألوية الأوائل في الساحة السورية. يقود لواء الحق حسام غزال المعروف باسم أبو عارف غزال، وهو رجل متعلم هادئ واثق الكلمات يدرك طبيعة الصراع الدائر في سوريا وتأثيراته السياسية والاجتماعية، ينتمي أبو عارف إلى غزال الشهيرة في تفتناز. التقينا أبو عارف العضو في المجلس العسكري الأعلى في ريف إدلب، حيث مقره الرئيس، وأجرينا معه حوارا تحدث فيه عن مستقبل الصراع في سوريا وفرضيات انتهاء الأزمة، التي استبعد نهايتها إلا بالقوة وتمكين السوريين من حكم بلادهم كما يفرضه واقع الأكثرية.. فإلى التفاصيل: ● أين ينتشر ويقاتل لواء الحق؟ ●● الساحة الرئيسة للواء هي إدلب وحلب وريفيهما، وهو لواء منظم وفق الترتيب العسكري التقني، يمتلك تخصصات متعددة وفق الإمكانات المتاحة والضرورية، فلدينا تخصص مدفعية ومشاة ودبابات وقوام اللواء ليس ثابتا بسبب متغيرات الأرض والانتماء إلى هذا اللواء. ● الكتائب المقاتلة أحوج ما تكون إلى تأهيل المقاتل أخلاقيا في ظل حالة التوتر الطائفي .. هل يتوفر هذا لديكم في اللواء؟ ●● معروف عن لواء الحق بعض الشروط الأخلاقية والسمعة الحسنة لكل من يريد الدخول في هذا اللواء، والاختيار يكون دقيقا في هذا المجال، فعلى سبيل المثال قبل أن يدخل المقاتل العمل العسكري الميداني، لابد له من دورة تأهيلية يتعلم من خلالها أخلاقيات القتال (التعامل مع المدنيين- التعامل مع الأسير)، وهذا أمر نوليه اهتماما بالغا، فالقتال من أجل الكرامة والحرية لا يجب أن ينحرف إلى شيء آخر. ● وفق التصنيفات الحالية لكتائب المقاتلين .. أين ترون أنفسكم؟ ●● من حيث المبدأ نرفض هذه التصنيفات التي يضعها غيرنا علينا، نحن مسلمون بالدرجة الأولى ولا نقبل التصنيف، ولواء الحق هو منتج سوري بامتياز جاء من رحم الثورة السورية ويعبر عن طموحات الشعب السوري في حقه بتقرير شكل نظامه السياسي، وبكل الأحوال ليس لدينا أي ارتباطات خارجية نحن مرتبطون بهذه الأرض السورية فقط. ● لوحظ تقدم واضح للمعارضة على الأرض .. فما الذي جرى؟ ●● في بداية الثورة السورية كان هناك العديد من التوجهات السياسية وامتلأت الساحة السورية بتيارات من اليمين إلى اليسار، لكن كل هذه التيارات لم يكن لها أي تأثير على الأرض لأنها كانت مشتتة.. وعندما توحدت القوى المقاتلة على الأرض حققنا الانتصارات وهذا هو السبب الرئيس في تقدم المعارضة.. وحدة الصف كسرت ظهر النظام. ● ما هو شكل النظام الذين تتطلعون إليه في المستقبل؟ ●● أي نظام يحقق هويتنا كمسلمين نحن نوافق عليه، فعلى سبيل المثال نظام بشار الأسد لم يكن يحقق هويتنا وشخصيتنا، كان نظام قمع واضطهاد وإكراه لذلك لن تتكرر هذه التجربة، وسوريا لن تكون إلا كما يريدها السوريون ليس شخصا واحدا يحدد شكل الحكم. ● ماذا بالنسبة للسلاح في حال انتهاء الأزمة .. هل ستتمسكون بالسلاح؟ ●● سلاحنا اليوم .. هو سلاح الدولة السورية في المستقبل التي نرتضيها وتحقق هويتنا. ● ثمة مخاوف من قتال آخر بعد قتال الأسد.. وهو القتال بين الكتائب؟ ●● أعتقد أن الأمر مختلف في سوريا، الشعب السوري شعب متفهم وحضاري ومؤمن والأزمة على مدار أربع سنوات ساهمت في تشكيل وعي السوريين والثوار على وجه التحديد، وإن حدثت بعض الأحداث العارضة فقد انتهت.. ولا أتوقع تكرارها. ● مرت أربع سنوات دون حسم لأي من الطرفين .. ما هو رأيك بالتسوية السياسية؟ ●● أثبتت السنوات الأربع، أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل العسكري، وإذا كانت هناك تسوية سياسية فأنا أقبل بها على أن تعيد 85 شهيدا من عائلة غزال.. هل هذا ممكن!؟. ● من أبرز المخاوف الدولية في سوريا هو مستقبل الأقليات .. فهل ترى أن هذا فعلا مصدر قلق؟ ●● الأقليات في سوريا موجودة منذ مئات السنين في سوريا ولم يمسسها أحد، لا مشكلة على الأقليات على الإطلاق، وانظر في إدلب هناك عائلات درزية ومسيحية في المدينة لم يقترب منها أحد على الإطلاق.. أقولها بكل ثقة لاخوف على الأقليات والإسلام دين يضمن للجميع حقوقهم.