أكد ل«عكاظ» رئيس قسم الأرصاد ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور منصور بن عطية المزروعي، أنه لا يوجد أي اختلاف في توقعات الطقس بين مراصد الجامعة أو الأرصاد ولكن قد يكون الاختلاف في تحديد المكان، مبينا أن معظم النماذج العددية بشكل عام قد تختلف في تحديد المناطق بشكل كبير، بمعنى أن رؤية التوقعات التي تمتد 72 ساعة تكون متماثلة لدى كل الجهات المختصة بالطقس ولكن إصدار التنويهات والتنبيهات التي تمتد ل24 ساعة فإنها لا تعتمد بشكل رئيسي على مخرجات النماذج العددية للطقس حيث إنها تعتمد على محطات الرصد والمتابعة الآنية من خلال صور الأقمار الصناعية وشبكات الرادار المختلفة في المملكة، ومن هذا المنطلق فإن توسع الأرصاد وحماية البيئة في تغطية جميع مناطق المملكة بشبكات الرادار سوف يدعم بشكل كبير في متابعة تحركات السحب وإصدار التنبيهات بوقت كاف. وحول سؤالنا عن تطور محطات الرصد التابعة للجامعة قال: أنفي ذلك جملة وتفصيلا، فالجامعة لديها محطتان، الأولى في مقر الجامعة، والثانية في هدى الشام التي تبعد عن جدة 110كم، وأؤكد دقة أجهزتنا بانفراد الجامعة بتسجيل كميات الأمطار القياسية التي حدثت في كارثة أمطار جدة الثانية التي بلغت 111ملم، بينما المحطة التابعة للأرصاد في المطار فسجلت 12 ملم، والمحطتان متطورتان وقياسيتان وتعتبران من أحدث التقنيات المستخدمة في رصد الظواهر الجوية، كما أن الجامعة تقتني الآن جهاز «عزيز سوبر كمبيوتر» في محاكاة نماذج الطقس والمناخ، بما يسهم في تسريع إنجاز مخرجات النماذج العددية والتعرف على الظواهر الجوية في أوقات زمنية قصيرة. وعن تدخل هواة الطقس في تقديم التوقعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، أجاب قائلا: الجهة الرسمية المعتمدة في تقديم الطقس والتنبؤات والتنبيهات هي الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أما ما يصدر عن هواة الطقس فهو اجتهادات من قبلهم ومن خلال اطلاعهم على مواقع عالمية عديدة أو مواقع محلية والبعض منها قد يصيب والبعض الآخر قد يخيب نظرا لعدم موثوقية البعض أو أنها تصدر من بعض هواة وهميين غير معروفين أو بأسماء مستعارة وهذه الفئة تحرجنا كثيرا لأنها قد تثير البلبلة في المجتمع، ومن هنا فإن المعلومة الموثوقة والصحيحة هي التي تصدر من الأرصاد وخصوصا أن تحديثاتها على مدار الساعة. وحول ما يشهده العالم من تغيرات سريعة في المناخ، ناشد المزروعي الجهات ذات العلاقة بتغيرات الطقس والمناخ بتتبع سياسات وطنية منشودة للحد من آثار هذه التغيرات والتي قد تكون أحيانا متطرفة ومنها إجراء الدراسات العلمية المعمقة للطقس والمناخ من خلال مراكز بحثية متميزة وأيضا عمل دراسات لتقييم آثار التغير المناخي وعمل استراتيجيات للتكيف مع آثار التغير المناخي وتفعيل الإنذار المبكر بشكل أكبر من خلال الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وزيادة حملات التوعية الإعلامية من خلال وسائل الإعلام المختلفة.