لم يمض على تحديث الواجهة البحرية، الكورنيش الشمالي، غير ثلاث سنوات إلا أن أيدي عابثة بدأت في تخريب ما أبدعته أيدي المهندسين والمبدعين في الأمانة.. بعض المرافق والخدمات المساندة تعرضت إلى نوع من العبث بسبب سوء الاستخدام وعدم القدرة في التعامل مع الجماليات.. فهناك من يقطف أغصان الشجيرات والجلوس في مواقع ممنوعة ورمي المخلفات وتخريب دورات المياه ثم الكتابة على الجدران ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد عمد بعض العابثين على اقتلاع بلاطات الأرضيات.. وبحسب مصدر فإن الواجهة البحرية بحاجة لصيانة في الوقت الحالي بتكلفة قد تصل ل 50 مليونا بسبب عبث البعض وتخريبهم وتكسيرهم. هدر مالي يشار إلى أن الأمانة تزمع في الفترة المقبلة تحديث الكورنيش الجنوبي (السيف) على مسافة تمتد إلى 3 كيلومترات مطلة على البحر وتشمل أعمال التطوير وتنفيذ بنية تحتية ومناطق ترفيهية ومساحات خضراء واسعة وأخرى مظللة وألعاب أطفال إلى جانب توفير مرافق عامة ودورات مياه ذكية ذاتية التشغيل بتكلفة إجمالية قدرت ب 70.250.000 ريال، إلا أن هاجس الأهالي يزداد خوفا على مرافق الكورنيش الجنوبي من مصير الشمالي. يقول عمر البدوي، أحد مرتادي الكورنيش إن التكلفة التي رصدت لصيانة الكورنيش تعبر عن حجم الهدر المالي الذي يمكن تلافيه لو شعر الجميع بالمسؤولية. فاستنزاف الميزانية في عمليات صيانة تقترب تكلفتها من القيمة الأولية للمشروع تعطل الاهتمام بجوانب أخرى تتطلبها شروط التنمية العمرانية لأي مدينة ناهضة وينتظرها مستقبل كبير مثل جدة، وللأسف فإن الشعور بالمسؤولية غائب عن بعض رواد البحر وبعض المسؤولين على حد سواء، رواد البحر بإهمالهم واستخدامهم السيئ للمرافق، والمسؤولون بضعف اهتمامهم وعدم متابعتهم ومعاقبتهم للعابثين وإهمالهم لأعمال الصيانة الدورية والجزئية؛ مما يضطر المسؤولين إلى إجراء عمليات صيانة ضخمة دفعة واحدة ما يتسبب في رفع التكلفة. هنا وهناك يعزو بدوي أعطال المرافق والمتنزهات العامة إلى الضغط الكبير على الضيقة للتنزه والترويح عن النفس ومن الصعوبة أن يتحمل كورنيش جدة حشود المتنزهين مما يزيد عليه العبء ويعرضه لأضرار تصل حد التدمير، مقترحا في هذا الشأن فتح المزيد من فرص ومساحات الترفيه العائلي والشبابي لتفكيك الضغط على الكورنيش. على ذات الشأن، يتحدث عمر عبدالله العطاس ويقول إنه شعر بالصدمة عند رؤيته للكورنيش الشمالي لما تعرض له من تحطيم وتكسير وتخريب، وقال: (مرتادو الكورنيش هم أنفسهم الذين يسافرون إلى الخارج ويحافظون على مرافق دولها، ويحترمون نظامهم، ولا يرمون المخلفات إلا في أماكنها المخصصة.. واستغرب أن بعضهم لا يفعل ذلك في مدينته). أما إبراهيم الفقيه فأفاد بأنه لا يرى ضرورة ترميم إضافه الكورنيش الجديد والأفضل صيانة وتهيئة كورنيش الحمراء. ومن جانبه، يدعو محمد الساعد سكان جدة وعشاق البحر إلى ضرورة احترام المرافق العامة والتعامل معها بصورة حضارية (لأن مايحدث يسيء لنا جميعا، ويترك انطباعا غير جيد عنا وعلى أمانة جدة أن تلجأ لسن عقوبات وغرامات على المخالفين، ونصب كاميرات مراقبة كما وعدت في السابق).