تعيش الأندية الرياضية السعودية فترة متطورة على كل الاتجاهات لتبدأ التطبيق الفعلي لمرحلة هامة في مسيرتها الاحترافية ما يتوجب على مسؤوليها إيجاد أكثر من طريقة للاستفادة القصوى في كل ما يخص شعاراتها، لتكون فكرة بيع قمصانها الرسمية واحدة من هذه العوامل التي يفترض أن تمثل دخلا إضافيا لها يسهم في قيامهما بواجباتها المطلوبة. ربما اصطدمت تلك الآمال بطريقة تعاطي الأندية مع ذلك الأمر، ما قلل من أهمية الغرض من تسويق تلك الشعارات نظرا لغلاء الأسعار والذي اجبر عامة الجماهير الرياضية للاتجاه إلى محلات بيع القمصان المقلدة لهذه الفرق للحصول على مبتغاهم وتفادي إرهاق ميزانياتهم. «عكاظ» فتحت الباب على مصراعيه للنقاش حول هذا الموضوع من أجل الوصول إلى حل توافقي يحقق للأندية الربح المعقول ويضمن لجماهيرها الحصول على الشعارات الأصلية لها بعيدا عن الدخول في إرهاق جيوبها ماديا، حيث أكد الضيوف على ان الأندية والرعاة عطلوا الاستفادة من هذا الجانب نظرا لغلاء الأسعار المبالغ فيها لهذه المنتجات. الغلاء أبعد الطبقة الغالبة يبدأ المشجع النصراوي عبدالعزيز الراشد الحديث بالقول: قد نتفق على انتماء الجماهير السعودية بكافة طبقاتها لأنديتها ما يولد لديها رغبة في دعم مسيرة عشقهم كل حسب ظروفه وإمكاناته، ولكن مطامع الربح الكبير جعلت مسؤولي الأندية يبعدون الطبقة الغالبة في المجتمع من خلال رفع أسعار منتجات الأندية وتناسوا انه إذا وجد هناك من يستطيع دفع تلك المبالغ الخيالية لاقتناء شعار ناديه فان الطبقة الأكثر لا تستطيع ذلك وهذا ما يتوجب على الأندية ان تضع حلوله لتمكين جماهيرها من المساهمة في مسيرتها وعدم غلق الأبواب أمامها بتلك الأسعار المرتفعة وذلك من خلال إيجاد بدائل وحلول متنوعة تسهم في قبول الشريحة الكبرى من تلك الجماهير. أسعارها نار من جهته يقول ريان الخضيري: كم تمنيت ان احصل على شعار الزعيم الرسمي لي ولإخوتي ولكن مطالب الحياة الكثيرة وارتفاع أسعار تلك المنتجات تقف عقبة لتحقيق ذلك. فيما قال فيصل بهكلي ومحمد الرويلي: نتمنى من المسؤولين في متاجر الأندية الرياضية مراعاة الظروف المادية التي تمر على الأسر من خلال خفض الأسعار أو على الأقل إيجاد شعارات بجودة اقل لتكون أسعارها في متناول الغالبية لان الأسعار الحالية وضعت لجماهير النخبة. دعم النادي ويتناول الحديث منصور الشعيفي الذي أكد عدم وقوف ذلك الغلاء في امتلاك منتج ناديه فريق الأهلي فقال: مهما بلغت الأسعار من ارتفاع فلا يهمني ذلك طالما سأحصل على منتج فريقي المفضل الذي كثيرا ما اسعد جماهيره وأنا واحد منهم ببطولاته ليأتي دورنا لتقديم العون له والمساهمة ولو بشيء يسير لدعم مسيرته بما يكفل له تحقيق المزيد من البطولات. وحول غلاء الأسعار وعدم قدرة الغالبية على الشراء.. رد ضاحكا «اللي ما معوش ما يلزموش». رفض المبالغة وعلى العكس تماما كانت آراء عماد الحارثي وعمار السفري وعمر الدروي الذين أكدوا وجوب مراعاة ظروف الجماهير وإمكاناتهم المادية، ولا يعني الأمر إلغاء المنتجات ذات الجودة العالية وإنما إيجاد ما يستطيع مرتاد المتجر شراءه. من جانبه صب علي الكلثم وإدريس هوساوي جام غضبهما على الأندية رافضين فكرة ان تضع مكاسبها على حساب جماهير رياضية عاشقة تختلف ظروفها وإمكاناتها وهي التي تعد مصدرا هاما من مصادر قوتها وحضورها بحسب ما يردده رؤساؤها وان تلك الجماهير هي اللاعب رقم واحد في مسيرة الفرق كجمل إنشائية وإعلامية تردد منهم لتحقيق منجزات شخصية تحسب لهم فلذا كان يفترض على هؤلاء الرؤساء ان يحافظوا على ثروة أنديتهم كما يزعمون والمتمثلة في جماهيرهم بدلا من محاولة امتصاص ما بقي في جيوبهم عن طريق رفع أسعار التذاكر وكذلك الغلاء الفاحش الذي يقف عائقا أمام الجماهير في الحصول على شعارات أنديتهم المفضلة. إيجاد شركات الناقد الرياضي الحالي وعضو مجلس الإدارة في النادي الأهلي السابق طارق كيال أكد من جانبه أن العملية برمتها هي عملية تسويقية تبحث الأندية من خلالها عن الكسب دون سواه وكان يفترض عليها مراعاة جميع طبقات المجتمع كل وبحسب إمكاناته ولكن وربما لعدم اهتمام غالبية الأندية بهذا الجانب فإنها لم تمنحه الاهتمام ولم تضعه ضمن النواحي الهامة التي تجلب له مداخيل أخرى ما جعل مسؤولي الاستثمار فيها يتجهون إلى التعاقد مع شركات دون المستوى المطلوب لتظهر لنا شعارات غالبية الأندية بنمط واحد وكل ما اختلف بينها هو الألوان فقط والتي ترمز لكل ناد فلهذا ظهر التسويق في أنديتنا ناقصا لان المستثمر يبيع وهو من يكسب النسبة العظمى من ذلك. وأضاف كيال: من أهم الأسباب التي أسهمت في بطء حركة الاستثمار في هذا الجانب عدم وجود نظام صارم يحمي منتجات الأندية من التقليد كما يحدث في كل دول العالم والتي تجد منتجاتها إقبالا كثيفا من الجماهير نظرا لحصر مبيعات الشعارات على الأندية هناك، بعكس ما نلاحظه لدينا فالموضوع هنا ترك دون حماية لمكتسبات الأندية والتي بدورها أهملت هذا الجانب لمزاحمة المنتجات المقلدة لمنتجاتها التي بقيت حبيسة الأدراج نظرا لغلاء أسعارها فلذا كان يفترض على الرعاة والأندية إيجاد أنواع مختلفة الجودة وبأسعار في متناول الجميع ليزاحموا بها الشعارات المقلدة المتواجدة في الأسواق ليتحقق بذلك إيجاد مداخيل هامة تسهم في دفع عجلة العمل في الأندية. تجاهل الأندية من جانبه يرى رئيس نادي التعاون السابق والإعلامي الرياضي محمد السراح ان الأندية ركزت في منتجاتها على الكسب المادي فلذا ظهرت الأسعار غالية على الفرد العادي وربما ذهب تجاهل الأندية لأهم أمر في بيع شعاراتها وهو ان بيع كمية كبيرة بربح معقول أفضل من بيع كمية قليلة بربح مبالغ فيه لانه في الأولى سيحقق النادي الانتشار بين الطبقات المختلفة في المجتمع وخاصة الفقيرة منها فلذا فان الأندية ملزمة بوضع أسعار معقولة في متناول الجميع من خلال تدرج جودة منتجاتها لتناسب الجميع بما يراعي ظروف الأسر فكرة القدم هي للطبقة البسيطة التي لا تستطيع دفع مبالغ كبيرة، حيث ستكون شعاراتها وسيلة للتواصل وكسب الجماهير في مراحلهم السنية المبكرة بما يحقق الديمومة لهذا النادي أو ذاك من خلال قربه من هذه الشريحة التي لها الاتجاه الأكبر نحو الرياضة أكثر من غيرها من الطبقات. مراعاة الجماهير فيما أكد مسؤول الاستثمار في نادي الشباب السابق فهد الشعلان على ان نادي الشباب هو أول ناد راعى هذا الجانب من خلال توفيره شعار النادي بماركات وبجودة متفاوتة كما هو معمول به في الأندية العالمية تمكن المشجع من الحصول على مبتغاه دون ان تتحمل ميزانيته أعباء إضافية قد ترهقه بما يحقق رغبته ويسهم في توفير مداخيل إضافية للنادي. وأضاف ان بيع شعارات وأطقم الأندية يمثل مصدرا مهما من مصادر الدخل للشركات الراعية وللأندية التي يقع على كاهلها الكثير من الأعباء المادية فلذا فان توفر الشعارات وبأسعار مناسبة للمشجع ستسهم في ارتفاع ذلك الدخل الذي سيوفر انتعاش خزائن الأندية بما يجعلها قادرة على القيام بالكثير من مهامها نحو المجتمع. إيجاد البديل ويرى عضو مجلس الإدارة في نادي النصر ومسؤول الاستثمار بدر الحربي ضرورة إيجاد الأندية لمنتجات مختلفة الجودة والأسعار لتكون بين يدي المشجع العادي، حيث يؤكد أن السبب الذي حال دون الاهتمام بذلك الأمر يعود للأوضاع الراهنة التي تعيشها الرياضة السعودية ممثلة بالأندية التي جعلت البحث عن حلول لأمر غلاء أسعار منتجاتها ليس اكبر هم لها باعتبار ان النادي شريك له نسبة من تلك المبيعات بينما تذهب النسبة العظمى للراعي الرسمي الذي تقع على عاتقة المسؤولية كاملة لتحقيق ذلك والذي يجب عليه مراعاة توفر عدد من الخيارات أمام المشجع الراغب في الشراء ما سيتيح مجالا أوسع للبيع وبكميات توازي شعبية هذا النادي أو ذاك. في كل دول العالم توفر الأندية الأنواع الثلاثة التي تراعي ظروف المشجع العادي بما لا يثقل كاهله بمبلغ لا يطيقه أو ان يعزف عن الشراء نتيجة لارتفاع سعر المنتج الأصلي فمن هنا لا مانع ان توجد الأندية شعاراتها بجودة متفاوتة تتيح لجميع الجماهير فرصة الحصول على الطقم الرسمي لفريقه المفضل وبسعر معقول يناسب كافة شرائح المجتمع. واستطرد الحربي: نادي النصر ممثلا بالراعي الرسمي بصدد التعاون مع شركة متخصصة تضع كل الخيارات أمام المشجع الراغب بالحصول على الشعار بسعر يناسبه ويتوافق مع إمكاناته المادية.