سيلفيا يا صديقتي أنا حزينة بما يكفي هذه الأيام. أتذكرك بحرقة كبيرة، وأتذكر الموت الذي ربيناه في قصائدنا وقصصنا طوال فورة شبابنا. ربيناه بقدر ما تناولنا من القهوة المسكونة بخرافاتنا. خبأناه في قصائدنا حرفا محرما وخلف الأسوار عاشقا محروما، وشفافا. إلى أن فجعتني وتعربشت بذراعه على غفلة مني ومضيتما معا. تركتماني أدلق أيامي في الساحات العامة كي تنتهي وما زال هنا نزر بسيط يومئ بالألم. سيلفيا بلاث: ما كان عليك أن تنقضي عهدك معي ونحن من تقاسمنا العزف على رفوف الكتب ومسحنا أحذية الفجر بشلاتنا الذهبية، ووقفنا خلف النوافذ نصفر لأسراب البجع المهاجرة. الآن لم يبق معي من يقودني من يدي لنجرب الموت معا كلما سها الليل عنا. لم يتبق من يجدل لي قصائد لوركا ويشدها على رقبتي كما كنت تفعلين معي لنجرب موتنا، لكم كان جميلا منك لو جربنا الموت معا، وعشنا الخفة ولوحنا للهابطين بكعوب عالية من السماء بأكفنا التي تصير ريشا في الصعود. سيلفيا آخر ما قلته لي «كان حبي هو الذي قاد كلينا إلى الموت». وآخر ما قلته لك «لماذا يحمل الميت في حقيبته راديو؟» سيلفيا: هل أحببت لوركا أكثر من تيد، وأنا أحببته أكثر من الرجل الذي في خاطري؟ سيلفيا من يعلمني الآن الانتحار في الغسق؟.