ارتسمت الابتسامة العريضة على محيا «شاهر»، العامل البنغالي في حي النزلة اليمانية في جدة، رغم أنه لا ناقة له ولا جمل في عملية التصحيح التي تجرى حاليا والمتعلقة بالأشقاء اليمنيين. لكن شاهر البنغالي، المقيم نظاميا، والذي يعمل في كافتيريا بالقرب من القنصلية، وجد نفسه بين عشية وضحاها مستفيدا من الزحام الكبير في الشوارع المحيطة بالقنصلية، بعدما عجز مبنى القنصلية عن احتواء الآلاف، فتراصوا في الشوارع، وبالطبع كل يزحف إلى مواقع الشاي والقهوة والمياه الباردة في ظل حرارة الطقس التي خيمت على أجواء العروس. هناك كان المشهد مختلفا، صحيح أن حرارة الطقس وغياب أي من صور الاحتماء من الشمس، سوى بعض أسوار البنايات، أو الشجيرات في الشوارع الجانبية، ربما فرضت معاناة على البعض، خصوصا في ظل ضخامة العدد الذي قدر أمس بعشرة آلاف يمني ويمنية، وبقاء الكثيرين في العراء تحت أشعة الشمس. لكن الجميع كان سعيدا بأنه بدأ مرحلة تصحيح الأوضاع، بدلا من حالات التخفي عن الأنظار والهروب التي لازمتهم طيلة الفترة الماضية، في ظل مخالفتهم لنظامي الإقامة والعمل. واتفق الكثيرون ممن التقتهم «عكاظ» على أنه يجب توفير مظلة أمام القنصلية لحمايتهم من الشمس، خصوصا للأسر والعوائل، والذين رفض بعضهم الخروج من مقر القنصلية خوفا من الشمس، فيما حول البعض الآخر البنايات المجاورة للقنصلية إلى مواقع للاستراحة والنوم المؤقت لحين وصول دورهم في الدخول للقنصلية، وانتعشت المحلات التجارية المجاورة للقنصلية بسبب هذه الأعداد الكبيرة، حيث محلات بيع المواد الغذائية والكفتيريات والتصوير والطباعة وغيرها من البسطات المفاجئة، والتي فتحت أبوابها عكس العادة منذ ساعات مبكرة وحتى وقت متأخر، فيما شكا عدد من المراجعين مما اعتبروه تلاعبا في الأسعار استغلالا للموقف.