منعت أمانة محافظة جدة اقامة البسطات خلال شهرر رمضان المبارك لهذا العام بحسب ما قاله لنا عدد من العاملين في المحلات التجارية التي كانت تقيم بسطاتها الرمضانية سنويا، ووضع أولئك فرضية أن تكون حرارة الطقس دور هام في قرار الأمانة أو لعله اجراء احترازي يهدف الى اختلاط المأكولات المكشوفة بالاتربة المتطايرة في الجو، لكن اللافت ان " الامانة" في الوقت الذي منعت المطاعم الكبيرة ومحلات السوبر ماركة المعروفة، فإنها لم تستطع منع البسطات الشعبية التي تقام في أماكن خطرة وسط الاتربة والمستنقعات وتحت حرارة الشمس مباشرة. سوق أتربة وخلال جولة ل "البلاد" في شرق جدة، رأينا سوقا كبيراً يقام في العراء، وفوق ارضية من الأتربة المتطايرة، بل ورأيت في وسط ذلك السوق مستنقعات صغيرة للمياه، وكان الباعة هناك يزالون عملهم في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس وثمة من كان يقوم بقلي اللقيمات بطريقة بدائية ثم يقدمها لزميله الذي يقف بجانبه ليستلمها في صحن ويعرضها للبيع أمام المشترين الكثر الذين صاروا يتوافدون على المكان منذ ما بعد صلاة العصر وحتى قرب آذان صلاة المغرب. طريقة بدائية وثمة من كان يعرض مأكولات أخرى مثل السمبوسك التي كانت يجري قليها - كما رأيت - في المكان نفسه وبأسلوب بدائي، ثم يدفع بها الى رفيقه لبيعها للمشترين بسعر عشرين ريالا للكيلو جرام الواحد، وآخرون كانوا يبيعون المنتو بشكل مقزز نظراً لعدم نظافة البائع، وعدم التأكد من انه يحمل كرتاً صحيا، لانه يبيع في برحة مليئة بالاتربة، وليس له محل ثابت، وقد يغيب في أية لحظة ولا أحد يدري عنه. أقراص اللحوح ورأيت نسوة يبعن أقراص اللحوح المعروفة ومعها بعض الاكياس التي يمكن اضافة للحوح عند الأكل بسعر ريال واحد لكل كيس، وكان المنظر كذلك يبعث على الشك والريبة من عدم نظافته، وبالتالي من عدم حمل البائعات للكروت الصحية التي تثبت صحتهن وسلامة نظامية قيامهمن بذلك النشاط التجاري الصغير في العراء. تناقض صارخ وبقي السؤال الحائر.. كيف تمنع أمانة محافظة جدة المطاعم الكبيرة المعروفة ذات المحل الثابت والعمالة الذين يحملون كروتاً صحية، ولديهم القدرة على حفظ معروضاته بشكل صحي .. ثم من الجهة الأخرى تدع غيرهم من الجائلين وباعة البرحات والاراضي الترابية الملوثة من ممارسة بيع المأكولات الرمضانية جهاراً نهاراً، في مشهد يحمل تناقضاً صارخاً. قرار غريب من جانب آخر وكما قال لي عدد من المشترين إن منع البسطات الرمضانية المعروفة كان قراراً غريباً من أمانة جدة، حيث إن رمضان اشتهر بأنه شهر البسطات التقليدية التي لازمت الصورة الذهنية للاسواق في رمضان، وكان من الأحرى وضع ضوابط صحية صارمة على المحلات الكبيرة ثم السماح لهم بإقامة البسطات وفقها.