كشف ديبلوماسي في القنصلية المصرية في جدة، عن اكتمال معالجة أوضاع ما يزيد على أربعة آلاف مصري مقيم منذ بداية مهلة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة التي أقرتها السلطات السعودية حتى الآن. وأوضح القنصل العام المصري في جدة السفير عادل الألفي في تصريح ل «الحياة» أن القنصلية تستقبل يومياً نحو ألف مراجع، مبيناً أن دور القنصلية في عملية تصحيح الأوضاع يكمن في استخراج جوازات السفر أو تجديدها. وأشار إلى أن عدد وثائق السفر التي أصدرتها القنصلية تتجاوز ثلاثة آلاف وثيقة، إلى جانب مساعدة نحو أربعة آلاف من رعاياها الراغبين في تصحيح أوضاعهم، منوهاً بتعاون السلطات السعودية وتجاوبها السريع رغم الضغط المهول الذي تواجهه من رعايا الكثير من الدول الذين هرعوا إلى تصحيح أوضاعهم. وقال السفير الألفي إن نحو أربعة آلاف مصري أنهوا إجراءات البصمة، غادر معظمهم الأراضي السعودية، فيما ينتظر عدد آخر إفادة إدارة الترحيل حول إمكان مغادرتهم، مبيناً أن المكتب العمالي والروابط العمالية التابعة للقنصلية تعمل على توفير فرص عمل ملائمة لمهن الرعايا لمن يرغب في نقل كفالته وتصحيح وضعه. وأشار إلى أن فريق العمل في القنصلية ظل يعمل على مدار الساعة، ورغم ذلك هناك من ترتفع لديه التوقعات بشكل مبالغ فيه، ورأى أن عدداً كبيراً من الرعايا سيلجأ إلى القنصلية قبل اكتمال مهلة تصحيح الأوضاع بأيام لغرض ترحيلهم، وهؤلاء ممن كان يحدوهم الأمل في تصحيح أوضاعهم. ورصدت جولة ميدانية ل«الحياة» في موقع القنصلية المصرية في جدة تواجداً كثيفاً لمصريين ظل بعضهم مرابطاً نحو 40 يوماً أملاً في إجراء تصحيح الأوضاع أو المغادرة إلى مصر، ولم يحول قيظ الشمس أو حرارة الصيف من المرابطة بجانب مبنى القنصلية وسط مدينة جدة. وعزا عدد من المصريين تأخرهم إلى أداء فريق القنصلية الذي وصفوه بالبطيء، مشيرين إلى عدم وجود نظام واضح في عملية تصحيح أوضاعهم، ويبين المراجع المصري سمير جاب الله (58) عاماً، وهو أب لثلاثة أبناء تركهم في مصر، ويعمل في السعودية منذ 26 عاماً، أنه ظل مرابطاًَ على مدى 35 يوماً أمام القنصلية لإنهاء إجراءاته، مرجعاً سبب هذا الانتظار الطويل إلى كفيله الذي يطالبه بمبلغ خمسة آلاف ريال، ليأذن له بالمغادرة. ويعيد المراجع محمد إسماعيل (45 عاماً) الذي زاد انتظاره عن زميله جاب الله بخمسة أيام سبب انتظاره الطويل إلى أداء الموظفين في القنصلية، الذين ظلوا يطلقون الوعود بحل مشكلاتهم - بحد قوله - وقال إن الزحام، وانتظار الناس لفترات طويلة تحت الشمس دليل على خلل في عمل فريق القنصلية. وأشار إسماعيل الذي يعمل (مليّساًَ)، إلى أنه أمتلك ثلاثة آلاف ريال، لم تكفه لسد حاجاته اليومية، ليضطر إلى تناول طعامه على طرقات الحي الذي يحتضن مبنى القنصلية. الوضع الأشد مأسوية هو ما يعيشه جمال زاكي (55 عاماً) وهو أب لثمانية أبناء، أوضح أنه بدأ في «التسول» ليستطيع الإنفاق على نفسه، وعلى كلفة ذهابه وعودته إلى القنصلية، مضيفاً «أكملت شهراً كاملاً أراجع القنصلية، واستنفذت كل مدخراتي، وليس لدى سكن لذلك أضطر للنوم في الشارع، وفي بعض الأحيان للسفر إلى مكةالمكرمة للنوم في الحرم المكي»، وهو الآخر حمل القنصلية فيما وصل له من حال. والمراجع رمضان أحمد (38 عاماً) قال إنه ظل يراجع القنصلية لأكثر من أسبوع قادماً من مكةالمكرمة، ويحتاج إلى 10 آلاف ريال لتصحيح وضعه، موضحاً أن المهلة لن تكفي لهذا العدد الكبير من المراجعين، الذين يحتاجون لخدمات القنصلية في وقت واحد.