اتصالات عديدة تردني هذه الأيام بعد موجة الإعلانات التجارية التي تنشر في بعض الصحف العربية ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص زراعة الخلايا الجذعية لإنهاء معاناة مرضى السكري نهائيا من المرض وذلك في دول عربية مجاورة، ولأن الموضوع في قمة الأهمية وفيه جوانب تمس صحة الإنسان رأيت من المهم أن أتناول هذا الأمر عبر مقالة حتى تصل الفائدة إلى الجميع، وخصوصا أننا على مشارف إجازة الصيف والكثير من المرضى حزموا حقائبهم استعدادا للتوجه إلى الدولة العربية المجاورة لإجراء العملية، ولهؤلاء أقول وأؤكد أن الخلايا الجذعية الجينية من الممكن تنميتها في معامل الأبحاث وذلك بأخذ الخلايا الجذعية المتكونة خلال الأيام الأولى من التخصيب الجيني، ومنذ 60 عاماً إلى الآن مازالت هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجه العلماء في نجاح زراعة هذه الخلايا داخل الجسم البشري، وهي قدرة هذه الخلايا كذلك على تكوين خلايا سرطانية وأيضاً رفض الجهاز المناعي لها ومع ذلك من المحتمل أن يتغلب العلماء على هذه المعضلات، بالنسبة لمريض السكري يتم حقن الخلايا الجذعية بواسطة الشريان المغذي للبنكرياس. وحقيقة توجد مراكز بحث متخصص في الخلايا الجذعية منتشرة في دول العالم ولكنها بالرغم من زعم هذه المراكز بقدرتها العلاجية لمرضى السكري ونشرهم بعض صور المرضى وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد وكذلك استنزاف أهالي المرضى المصابين بمبالغ تقدر بحدود 154 ألف ريال سعودي فإلى الآن مازالت تعتبرها منظمة السكر العالمي بأنها تجارب طبية على البشر وهذا ضد مبادئ الإسلام والعلم، حيث إن هذه المراكز تقنع المصابين بقدرتها على النجاح ولكن هذا غير صحيح وإنما هي فقط مازالت تحت البحث والتجربة وبالعكس لابد لهذه المراكز دفع للمرضى المصابين مبالغ مالية بسبب قبولهم للتجارب على أنفسهم وليست التجارة على البشر. وأخيرا .. أحذر جميع مرضى السكري من هذا الابتزاز الطبي، واستغلال ضعف ثقافة المرضى ووعيهم الصحي، فالمريض يهمه الوصول إلى أي علاج يخدمه ويفيده وينهي معاناته، وبالتالي فمن السهل أن يقع ضحية المراكز التي تبيع الوهم. (*) أستاذ مشارك واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة