حذر أستاذ مشارك واستشاري الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالمعين الآغا، من تداعيات مراكز نجحت في زراعات الخلايا الجذعية لمرضى السكري، كاشفا أنها مراكز تجارية، كون أن زراعة الخلايا الجذعية لمرضى السكري لا زالت في مرحلة البحث والتجربة. وبين أن هذه الأبحاث رغم أنها تعطي آمالا كبيرة إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الجهد الذي يتوجب بذله قبل تحقيق هذه الآمال، وقال «هناك تحديات تقنية لابد من التغلب عليها أولا قبل البدء في تطبيق هذه الاكتشافات في العيادات الطبية، ومع أن هذه التحديات كبيرة وصعبة إلا أنها ليست مستحيلة». وبين أن «الخلايا الجذعية هي خلايا لها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها، وهي خلايا بدائية غير متمايزة إلى أنواع خلوية متخصصة، ما يسمح لها أن تعمل كجهاز إصلاحي للجسم، باستبدال خلايا أخرى عاطلة والحفاظ على وظيفة الأعضاء الجسمية، كما أن خبراء البحث الطبي يعتقدون أن الخلايا الجذعية قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصص أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين، وبالرغم من هذا فإن هذه الأبحاث تثير العديد من المخاوف الأخلاقية والإنسانية مما اضطر العديد من الدول لوضع تشريعات تحدد هذه الأبحاث العلمية». وأكد الدكتور آغا أن الإسلام جعل من مقاصده الأساسية حفظ النفس والنسل، مضيفا أن المجمع الفقهي الإسلامي يرى أن الجنين الآدمي له حرمة، وعلى هذا الأساس فإنه لا يجوز إجهاضه من أجل استخدام خلاياه واستثمارها تجاريا كأن تباع لإجراء التجارب عليها أو استخدامها في زرع الأعضاء واستخراج بعض العقاقير منها. واستطرد قائلا يجوز الانتفاع بالخلايا الجينية المستمدة من الأجنة المجهضة لأسباب علاجية أو الأجنة الساقطة والتي لم تنفخ فيها الروح بعد، سواء في زراعة الأعضاء أو الأبحاث والتجارب المعملية، وشروط الانتفاع ترتكز أساسا على ضرورة الموازنة الشرعية بين المفاسد والمصالح، وليس هناك ما يمنع شرعا من نقل الخلايا الجينية في حالة الجنين الميت واستخدامها لعلاج الأمراض المستعصية في المخ ونخاع العظم وخلايا الكبد وخلايا الكلى والأنسجة الأخرى وفقا للشروط التي ذكرها المجمع الفقهي الإسلامي، كما لا يحرم استخدام الخلايا الجذعية الموجودة في الإنسان البالغ، إذ إن أخذها منه لا يشكل ضررا عليه فإذا أمكن تحويلها إلى خلايا ذات فائدة لشخص مريض يمكن تحقيق مصلحة بلا ضرر مثل زراعة الأعضاء. وأكد أن المجمع الفقهي لا يسمح بالتبرع بالنطف المذكرة أو المؤنثة «حيوانات منوية أو بويضات» لإنتاج بويضات مخصبة تتحول بعد ذلك إلى أجنة بهدف الحصول على الخلايا الجذعية منها.