الخلايا الجذعية هي خلايا أولية توجد في معظم إن لم يكن كل الكائنات متعددة الخلايا. إلا أنها تتسم بالقدرة على تجديد نفسها من خلال انقسام الخلية. البحوث في مجال الخلايا الجذعية انبثقت عن نتائج الدراسة التي أجراها علماء كنديون في عام 1960م وهناك نوعان من الخلايا الجذعية الثديية هما: الخلايا الجذعية الجنينية والخلايا الجذعية البالغة الموجودة في أنسجة البالغين. الخلايا الجذعية يمكن أن تنمو وتتخصص الى خلايا متخصصة بما يتفق مع وظيفة الأنسجة المختلفة مثل العضلات أو الأعصاب أو غيرها. خصائص الخلايا الجذعية مازالت الابحاث مستمرة التعريف الاساسي للخلية الجذعية يتطلب منها أن تمتلك خاصيتين: 1) التجديد الذاتي - القدرة على الانتقال من خلال دورات عديدة من انقسام الخلية. 2) القدرة على تكوين أنواع خلايا متخصصة. وهذا يتطلب من الخلايا الجذعية إما أن تكون مكتملة النمو أو متعددة الإمكانات العلاج بالخلايا الجذعية هو نوع من الطب الوراثي الذي يعرض الخلايا الجديدة في الأنسجة التالفة من أجل علاج المرض أو الإصابة. كثير من الباحثين في مجال الطب يعتقدون أن العلاج بالخلايا الجذعية لديه القدرة على تغيير وجه المرض وتخفيف المعاناة البشرية. فالخلايا الجذعية عندما تقوم بتجديد الذات فانها تبني انسجة جديدة وسليمة لتحل مكان الانسجة المريضة والتالفة في الجسم دون التعرض لخطر الرفض والآثار الجانبية التي تحدث عند زرع عضو من شخص الى اخر. هناك العديد من علاجات الخلايا الجذعية رغم أن معظمها لا تزال تجريبية و مكلفة ، مع استثناء ملحوظ في عمليات زرع نخاع العظم. وتمتد استطبابات الخلايا الجذعية الجنينية لعلاج السرطان ، ومرض السكري ، مرض باركنسون ، مرض السيلياك او حساسية القمح ، فشل القلب ، وتلف العضلات وبعض الاضطرابات العصبية. العلاجات الحالية تستخدم الخلايا الجذعية لدم حبل السرة الخلايا الجذعية لعلاج مرضى السرطان مثل اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية. العلاجات الواعدة السكتة الدماغية وإصابات الدماغ تؤدي الى موت الخلايا العصبية في الدماغ. الخلايا الجذعية تنقسم لتحافظ على أعداد الخلايا عامة ويمكن أن تستخدم الخلايا الجذعية أيضا لعلاج ضمور الدماغ مثل الشلل الرعاشي والزهايم السرطان مع التقنيات التقليدية لعلاج سرطان الدماغ يكاد يكون من المستحيل العلاج لأنه ينتشر بسرعة كبيرة. ولكن أثبت الباحثون أن حقن الخلايا العصبية الجذعية في أدمغة حيوانات التجارب أنها ناجحة جدا في علاج الأورام السرطانية وقد قام الباحثون في جامعة هارفارد بتحفيز نمو خلايا سرطانية في مخ احد القوارض وبعد تكون الورم قاموا بحقن الخلايا الجذعية داخل الرأس حيث اتجهت تلك الخلايا الى المنطقة المصابة بالورم وأطلقت مواد مضادة أدت الى تقليص حجم الورم 80 % خلال ايام قليلة. إصابة الحبل الشوكي في عام 2003 م قام فريق من الباحثين الكوريين بزرع الخلايا الجذعية من دم الحبل السري لمريض يعاني من اصابة في الحبل الشوكي حيث لم يستطع الوقوف على قدميه ما يقرب من 19 عاما وبعد المعالجة استطاع المريض المشي ومزاولة حياته الطبيعية .. وفي عام 2005 م قام عدد من الباحثين في جامعة كاليفورنيا بحقن خلايا جذعية بشرية في فئران مصابة بالشلل حيث أدت الى استعادتها القدرة على الحركة والمشي بعد أربعة أشهر. واكتشف الباحثون بناء على تشريح الفئران أن الخلايا الجذعية لم تجدد الخلايا العصبية فحسب بل وايضا عملت على تجديد الاغشية المحيطة بالاعصاب وهي التي تعزل النبضات العصبية . وخلال العام المنصرم 2009م قام فريق من الباحثين الاردنيين بحقن الخلايا الجذعية في الحبل الشوكي لفتاة كانت قد فقدت القدرة على الحركة والمشي كشلل نصفي بعد تعرضها لحادث سير وقد أدت تلك المعالجة الى الشفاء التام باذن الله واصبحت المريضة تمارس حياتها بشكل طبيعي. كذلك تعالج امراض القلب أمراض القلب العديد من التجارب السريرية التي تستهدف أمراض القلب قد أظهرت أن الخلايا الجذعية البالغة هي علاج آمن وفعال ، وعلى نفس القدر من الكفاءة فالعلاج يغطي الجلطات القلبية القديمة والتي أدت الى موت جزء من عضلة القلب كما يغطي الجلطات التي ادت الى توقف قريب للدم عن تغذية الجزء المتأثر من عضلة القلب ويقوم القلب بتجديد خلاياه من خلال تحفيز نمو الاوعية الجديدة التي تؤدي الى تعويض الجزء المفقود من انسجة القلب أو إفراز انزيمات النمو. الصلع بصيلات الشعر تحتوي أيضا على خلايا جذعية ويعتقد الباحثون ان اخذ هذه الخلايا الجذعية وعمل نمو وتكاثر تلك الخلايا ومن ثم توزيعها على فروة الرأس الخالية من البصيلات قادرة باذن الله على تجديد تلك الخلايا ونمو الشعر بشكله الطبيعي. زراعة الاسنان في عام 2004 م اكتشف فريق من الاطباء في الكلية الملكية في لندن طريقة لزراعة الأسنان كاملة في الفئران حيث كانت تلك الاسنان قادرة على النمو في المختبر. ويعتقد الفريق أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم لزراعة الأسنان عند البشر. من الناحية النظرية ، الخلايا الجذعية المأخوذة من المريض يمكن أن تتحول إلى برعم السن حيث تزرع في اللثة وتؤدي إلى ظهور الأسنان الجديدة و يتوقع أن تستغرق شهرين لتنمو حيث تلتحم مع عظم الفك وتشجع الاعصاب والاوعية الدموية للاتصال بها. علاج الصمم والعمى هناك نجاح في إعادة زراعة خلايا القوقعة الضرورية للسمع مع استخدام الخلايا الجذعية. أما فيمايتعلق بالعمى او ضعف النظر فمنذ عام 2003 م نجح باحثون في زرع خلايا جذعية في شبكية العين لغرض استعادة الرؤية. وفي عام 2005 م استطاع اطباء في مستشفى الملكة فيكتوريا - إنجلترا استعادة البصر باذن الله للعديد من المرضى باستخدام نفس الاسلوب حيث استخدم الدكتور "شيرازداي" وفريقه الطبي الخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها من المريض أو قريب له. في أبريل 2005 م قام الأطباء في المملكة المتحدة بزراعة خلايا جذعية للقرنية من متبرع إلى قرنية امرأة أصيبت بالعمى عندما ألقي سائل حمضي في عينها .. وقد كانت أول عملية زراعة ناجحة للانسان هي عملية زرع القرنية وحيث أنها لا تحتوي أوعية دموية فانه من السهل نسبيا عمل مثل تلك الزراعة. في عام 2009م اثبت الباحثون في المركز الطبي بجامعة بيتسبيرغ ان الخلايا الجذعية البشرية يمكن استعادة الشفافية للقرنيات المزروعة فيها دون حدوث رفض العين لها. الخلية الوحدة الأساسية للاعضاء السكري يعمل الانسولين المفرز من خلايا بيتا في البنكرياس على خفض معدلات السكر في الدم وتعمل طريقة الخلايا الجذعية على تنمية خلايا قادرة على افراز ذلك الهرمون اللازم لخفض نسبة السكر في الدم والتي ستخلص مرضى السكري من معاناة حقن الانسولين اليومية باذن الله.