رأى محللون سياسيون، أن الخليجيين ينظرون الى القمة التشاورية نظرة مغايرة تماما عن سابقاتها، مؤكدين ل«عكاظ»، أنهم يتطلعون إلى بناء تحالف عربي، وأن تأتي مخرجات القمة معززة من قوة مجلس التعاون وترابط دوله واستمرار حضوره الإقليمي والدولي. وشدد الخبراء على أن عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل برهنتا على أن دول الخليج أصبحت رقما صعبا في المعادلة الدولية والإقليمية. ورأى المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج الدكتور ظافر العجمي، أن القمة التشاورية تكتسب أهمية خاصة من طبيعة المرحلة التي تنعقد فيها، والقضايا التي يمكن أن تناقشها، معتبرا أنها تأتي في مرحلة تحولات لا يمكن لصانع القرار السياسي ان يتجاوزها ومن تلك التحولات المبادرة بعاصفة الحزم وإعادة الأمل لعودة الشرعية. وأكد أن الرياض ذات سوابق تثلج الصدر في هذا المنحى، فإذا كانت الرياض عمقنا الاستراتيجي فلا شك أنها تنظر إلى العواصم الخليجية كخطوط متقدمة يتوجب إدامة التواصل معها. ولم يستبعد أن تتطرق القمة إلى لقاء كامب ديفيد المرتقب الذي دعا إليه أوباما، متمنيا أن تصاغ المرئيات الخليجية تجاه واشنطن بمفردات قوية. من جانبه، أشار المحلل السياسي الدكتور علي الخشيبان، إلى أن تشاورية الرياض تأتي في ظروف مختلفة، إذ تعمل دول الخليج على تنفيذ أعمال عسكرية وإنسانية وسياسية من أجل استقرار اليمن، معتبرا أن هذه القمة تتزامن مع شعور مختلف من قبل شعوب الخليج كونها أصبحت أكثر تماسكا وقربا من بعضها خلال هذه المرحلة السياسية المهمة. واضاف الخشيبان، أن آمال الشعوب كبيرة وبلورتها تتمثل في تطلعات الخليجيين نحو تسهيلات واندماج اكبر على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. بدوره، قال الخبير في الشؤون الايرانية الدكتور سلطان النعيمي، إن المواطن الخليجي ينظر الى القمة الاستثنائية نظرة مغايرة تماما عن سابقاتها، فالتفاؤل والتطلع الى بناء تحالف عربي لدعم الشرعية هدف كل مواطن خليجي، والأمل في أن تأتي مخرجات القمة معززة لقوة مجلس التعاون وترابط دوله وباستمرار حضوره الإقليمي والدولي ما يعكس مزيدا من الاستقرار والأمن العربي والإقليمي. واضاف أن هذه المنطقة حبلى بالعديد من التجاذبات والملفات المعقدة، ورغم ذلك ظل مجلس التعاون رقما صعبا في التعاطي مع تلك التعقيدات، وبرهنت عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل على مدى ما يختزله هذا المجلس من قدرات لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب وإنما على الجانب العسكري والدبلوماسي أيضا.