لم تكن إيران في يوم من الأيام حريصة على أمن واستقرار اليمن بل ساهمت في تخريبه وتدميره. واليوم أصبح القاصي والداني يعلم كيف حول النظام الإيراني القميء اليمن إلى دولة طائفية إرهابية عبر عملائها من المتمردين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح ومن خلال استمرار تدخلاتها السافرة في شؤونه وسعيها جاهدة إلى فرض نفوذها وهيمنتها عليه وعلى المنطقة العربية. وعندما يعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن أمن اليمن من أمن المنطقة ومن أمن إيران، فإن هذا التصريح المضلل وهذا الموقف الإيراني الموارب والزائف غير صحيح وبعيد تماما عن الحقيقة، فما تمارسه إيران على الأرض مختلف تماما عما تقوله، فهي تدمر اليمن شعبا وحكومة وأرضا كما دمرت العراقوسوريا ولبنان عبر عملائها من ميليشيات المالكي وحزب الله وشبيحة بشار الطائفية. إن أطماع إيران التدميرية في اليمن أصبحت جلية وواضحة للعيان إلا أن «عاصفة الحزم» التي جاءت استجابة لطلب الرئيس الشرعي هادي لجمت هذا التدخل الإيراني السافر وأرسلت رسالة للنظام الإيراني القميء وعملائه من الحركة الحوثية المتمردة العميلة لطهران، مفادها أن اليمن ليس سوريا وليس العراق، وأن الشعب اليمني لن يسمح للنظام الإيراني باحتلال الأرض اليمنية وسيدافع عنها حتى الرمق الأخير. لقد أخرست «عاصفة الحزم» إيران وميليشيات الحوثي، وعندما يتحدث عبداللهيان عن أن أمن اليمن من أمن إيران، فإنه يهذي ويحلم ويطلق مزاعم كاذبة وبلاده أبعد عن ذلك، حيث لعبت طهران دور المدمر في اليمن فيما حرصت المملكة على بنائه وتعميره. وإذا رغبت طهران في أن يعم الأمن والسلام والاستقرار في اليمن فعليها وقف تدخلاتها السافرة فيه وإعلان دعمها الكامل لإعادة الأمل وإرغام الحوثي على إنهاء الانقلاب على الشرعية واعتراف إيران بشرعية هادي والعودة إلى قبل 21 سبتمبر، والعمل على وقف تدمير اليمن وتحويله لبؤر طائفية.