بات انقطاع المياه هاجسا يؤرق أهالي طيبة الطيبة كل عام، خاصة مع قدوم فصل الصيف الذي يشهد انقطاعات متكررة نظرا للطلب المتزايد والضغط على شبكة المياه بالمدينةالمنورة، فيما تتكدس أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين لدى أشياب المياه في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الباكر في انتظار شربة ماء حيث يستغل قائدو الوايتات هذه الأزمة لتحقيق عوائد وأرباح مضاعفة، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحا: متى تنتهي أزمة المياه في المدينة؟ في البدء يقول عبدالله بادي الحربي أحد سكان حي الخالدية: كل عام تعود الأزمة من جديد وتنقطع المياه عن أغلب الأحياء ويستغل أصحاب الوايتات الخاصة الأزمة لرفع الأسعار وتبدأ معاناة المواطن إما بانتظار الساعات، وإما بدفع مبالغ مضاعفة للحصول على خدمة من المفترض أن يتم توفيرها كإحدى أساسيات الحياة، متسائلا: إلى متى ونحن في المدينةالمنورة ننتظر أن تزود بيوت المواطنين والمقيمين بالخدمات الأساسية، مشيرا إلى أن هناك ضغطا على شركة المياه في موسمي الحج والعمرة، كما أن انقطاع المياه يؤثر بشكل كبير على أهالي المدينة في صيف كل عام. أما نايف الرشيدي من سكان العاقول فيوضح أن أزمة المياه تعني استنزافا دائما لأموالنا وميزانياتنا، ولابد من إيجاد حلول عاجلة تنهي هذه الأزمة، مقترحا أن تقوم الجهات المسؤولة بفرض أسعار محددة على سائقي الصهاريج وفرض سقف معين دون المغالاة في الأسعار التي شهدت ارتفاعا هائلا حيث وصل سعر الصهريج الواحد في السوق السوداء إلى 400 ريال، ورغم ما يتم ضخه من مياه تعاني بعض الأحياء من انقطاعات متواصلة للمياه لم تفلح معها الشكاوى والمطالبات المستمرة في حين ينتظر مواطنو المدينة أن تجتهد مصلحة المياه في إيجاد حلول كإنشاء خزانات استراتيجية جديدة لمواجهة الطلب المتزايد على المياه. يشاطره الرأي كل من ماجد الحربي ورائد الحربي مناشدين مياه المدينة وشركة التحلية بالعمل على إنهاء هذه المشكلة التي تتجدد كل عام ويعاني منها الجميع باستنزاف الجيوب خاصة مع اشتداد الحرارة في فصل الصيف، فيما عمدت مصلحة المياه إلى تعبئة خزاناتها بالمياه لرفع الطاقة التخزينية واستغلالها خلال فترة الصيانة، كما قامت بتشغيل وضخ المياه لأحياء المدينةالمنورة بنظام المناوبات من خلال خطط تشغيلية تراعي الكثافة السكانية والعمرانية للأحياء ووفق كميات المياه المتاحة، بالإضافة لزيادة كميات المياه الواردة من حقول آبار المديرية بأقصى طاقة إنتاجية وزيادة أعداد فرق الصيانة والطوارئ لمواجهة أي خلل قد يطرأ على شبكات المياه ويؤثر على خطط التوزيع، فضلا عن زيادة أعداد صهاريج المياه التابعة للمديرية والصهاريج التابعة لمقاولي السقيا المعتمدين بالمديرية للعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لتلبية احتياجات المواطنين. ورغم العجز الشديد في إمدادات المياه للمدينة المنورة مع توفر الخزانات الاستراتيجية في شوران والمفرحات وغيرها من المناطق، يؤكد مدير عام مصلحة المياه بالمدينة المهندس صالح جبلاوي أن كميات المياه لم تعد تغطي الاحتياج المتزايد خاصة مع التوسع العمراني الهائل للمدينة المنورة من مخططات جديدة وعمائر سكنية جديدة ودخول المشاريع الجديدة في الطلب على الماء فيما تعمل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثالثة من محطة تحلية المياه المالحة بينبع لتغطية العجز على الطلب المتزايد على المياه حيث تبدأ بالدخول في الخدمة مع بداية 2018م حيث ان عمل الصيانة الدورية للغلايات المنتجة للمياه المحلاة في المرحلة الأولى والثانية استغرق ثلاثة أشهر، الأمر الذي اضطر الى تخفيض الانتاج للانتهاء من أعمال الصيانة لضمان أداء محطات التحلية بكامل طاقتها الإنتاجية خلال فترة الصيف الذي يتخلله موسما رمضان والحج ما يضاعف معدل استهلاك المياه.