نفى مواطنون ما تردد من تصريحات على لسان مسؤولين بالمؤسسة العامة لتحلية المياة المالحة والمديرية العامة لمصلحة المياه، التي أكدت وصول المياه إلى كافة المنازل بأحياء غرب الدمام بشكل كامل، مؤكدين أن واقع الحال ينسف كل تلك التصريحات حيث لا تزال هناك منازل وأحياء لم تصلها المياه. في الوقت الذي أكد فرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالساحل الشرقي، أن فرق الطوارئ التابعة للمؤسسة قامت بإصلاح الأعطال الفنية وإعادة ضخ المياه المحلاة لأحياء الدمام فجر أمس الأول بنفس المعدلات قبل الانقطاع. وأشار المواطنون إلى أن مدارس تلك الاحياء ومساجدها، تقف شاهدة على انقطاع المياه حيث إن شكاوى التلاميد متكررة ومتلاحقة، كما عمد بعض الآباء الى الوقوف بأنفسهم على المشكلة بالمدارس، وحين تأكدت لهم شكاوى أبنائهم فإنهم اضطروا إلى إجبار أبنائهم على الغياب إلى أجل تحدده المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، مجددين مناشدتهم للمسؤولين بسرعة إنهاء مشكلة انقطاع المياه. قال المواطن سعيد القحطاني: إن مشكلة المياة مع أحياء غرب الدمام ليست وليدة اللحظة، ونحن نكرر هذا الكلام في كل فرصة تتاح لنا، فمع دخول كل موسم صيف، نلاحظ ضعفا في الخدمات المقدمة وعلى رأسها المياه التي يتكرر مسلسل انقطاعاتها، وأضاف بقوله: ولتتأكدوا من هذا الموضوع، فإنه في أقرب زيارة إلى أي مسجد داخل الحي، تجد عبوات المياه التي يتبرع بها أئمة المساجد من مالهم الخاص من أجل توفير مياه الوضوء. وأنا بدوري أرحّب بأي مسؤول يزور الحي ليطّلع على صدق ما نقوله، وأنه لا توجد بمبالغات فيما يرد على صفحات وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي حول هذه القضية. وبيّن حسين القحطاني، أنه فعلا انقطعت المياه عن منزله خلال الأيام الماضية، إلا أنها عادت إلى طبيعتها، ومؤكدا في الوقت نفسه، أنه هناك من جيرانه الملاصقين له، من يشتكون من عدم وصول المياه إلى منازلهم، وأضاف إنه لاحظ خلال الايام الماضية، زيادة في الطلب على المياه من خلال الحرص على الحصول على الخدمة من قبل المتعهدين الموجودين. ويمكنكم من خلال تجولكم مشاهدة مجموعة من وايتات المياه التي تقف في إحدى الساحات القريبة من شارع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه– والتي توقّفت بعد أن قامت بتزويد بعض المنازل بالمياه. بينما أشار سالم الحربي إلى أن لديه شقيق يدرس في الصف الأول الابتدائي بإحدى المدراس الواقعة في حي 91 ويشتكي من انقطاع المياه المتكرر عن المدرسة، وأنهم يعانون خلال اليوم الدراسي من عدم قدرتهم على استخدام دورات المياه بسبب عدم وجود المياه، وكذلك بسبب الرائح الكريهة التي تزداد في الأيام التي تكون فيها المياه مقطوعة، وهذا الأمر جعل الكثيرمن الآباء يحرصون على إجبار أبنائهم على الغياب حتى لا يتأثروا بسبب انقطاع المياه عن المدرسة. وأكّد الطالب إبراهيم المجرشي الذي يدرس في إحدى مدارس حي 73، أن المياه مقطوعة لديهم، وأن المدرسة في بعض الأيام وحرصا على سلامتهم، تقوم بإخراجهم من المدرسة في وقت مبكر، أو تبحث لهم عن متعهد يوصل المياه حتى لا يعاني الطلاب من انقطاع المياه. وأوضح مدير عام فرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالساحل الشرقي المهندس صالح بن غرم الزهراني، أن فرق الطوارئ بالساحل الشرقي التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، قامت بإصلاح الأعطال الفنية وإعادة ضخ المياه المحلاة لأحياء الدمام فجر أمس الأول بنفس المعدلات قبل الانقطاع. وأضاف الزهراني، أنه حدثت بعض الأعطال الفنية فجر يوم السبت في محطة الضخ الرئيسية بالجبيل بسبب تذبذب في شبكة الكهرباء الخارجية، مما أدى لأعطال في المحولات الكهربائية لمحطة الضخ الرئيسية بالجبيل، الأمر الذي أدى إلى إيقاف المحطة فجر يوم السبت، وتم التعامل مع الحالة في وقتها، ولكن حدثت مشكلة تهريب في أحد الصمامات الرئيسية تطلب تصريف كميات المياه والقيام بالاصلاح اللازم على مدار الساعة حيث استغرق العمل من وقت إيقاف الضخ إلى إعادته 48 ساعة. وبيّن أن الضخ، بدأ فجر أمس الأول بعد أن قامت فرق الطوارئ بإصلاح الخلل بإشراف مباشر بالموقع من قادة الساحل ومتابعة من الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لافتاً إلى أن إعادة ضخ المياه المحلاة إلى معدلاتها الطبيعية كان محل اهتمام منسوبي المؤسسة. وأبان الزهراني، أنه خلال فترة الأعطال الفنية، جرى التنسيق مع مديرية المياه لإعادة توزيع الكميات من محطات تحلية الخبر على الأحياء المتأثرة. وقال الزهراني: إن فرق الطوارئ بالمؤسسة على كفاءة عالية ومدربة تدريبا مهنيا مميزا، وتعمل في هذا القطاع منذ ما يزيد على 40 عاما وتتعامل مع مثل هذه الانقطاعات بكل مهنية وحرفية، مؤكداً أن المؤسسة عوّضت جزءا من توقف كامل المحطة من محطة تحلية الخبر على مدى يومين، حتى أنهت فرق الطوارئ مهمتها وعادت كامل الكمية مساء الإثنين إلى معدلاتها الطبيعية، حيث بلغ إنتاج محطة التحلية 21 ألف متر مكعّب بالساعة الذي يصل إلى خزانات المؤسسة في أطراف المدن، وتتولى بعد ذلك المديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية توزيعها على الأحياء، حيث يقتصر دور المؤسسة على الإنتاج وإيصال المياه المحلاة للمدن فقط. وثمّن المهندس صالح بن غرم الزهراني تفهّم المواطنين وتعاونهم في ترشيد استخدام المياه المحلاة خلال فترة الانقطاع. يُذكر أن مواطنين بأحياء غرب الدمام قد أكدوا ل «اليوم» في تقرير نشر أمس استمرار انقطاع المياه لليوم الخامس عن أحياء غرب الدمام وسط معاناة بالغة للسكان الذين اضطروا إلى شراء الوايتات، واستغل المتعهدون الأزمة ورفعوا سعر الوايت إلى 200 ريال بزيادة تجاوزت 150 % عن سعره الأصلي، وطالب المواطنون بحلول عاجلة للأزمة التي تتكرر مع دخول فصل الصيف. وبيّن المواطنون أنهم يدفعون فواتير المياه بانتظام، طمعًا في الحصول على أفضل خدمة، إلا أن انقطاع المياه جعلهم يدفعون ما يعادل 400 ريال يوميًا لمتعهدي المياه الذين يستغلون الأزمة، ويقومون بزيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه في ظل وجود غياب للرقابة، حيث وصل سعر وايت المياه 6 أمتار مكعبة إلى 200 ريال بزيادة تجاوزت 150 % عن السعر الأصلي وهو 80 ريالا قيمة 6 أمتار مكعبة من المياه. وناشد المواطنون المسؤولين أن ينظروا في مشكلة أهالي غرب الدمام مع انقطاع المياه، مضيفين أن الجهات المعنية لم تكلّف نفسها إبلاغ المواطنين، إذا كان هناك عطل أو دخول مشاريع جديدة، حتى يقوم قاطنو تلك الأحياء بأخذ احتياطاتهم، وإيجاد البدائل حتى لا يعانون من المشكلة مع دخول موسم الصيف. وبيّنوا أنه ومع الأسف حتى المدارس القريبة من منازلهم وفي الأحياء المجاورة عانت من انقطاع المياه، وأطفالهم الذين يدرسون بالمراحل الابتدائية المجاورة يعودون في كل يوم دراسي وهم يشكون معاناتهم مع المياه، وعدم قدرتهم على استخدام دورات المياه في هذه الفترة. وأشار المواطنون إلى أن السكان أوجدوا لأنفسهم البدائل المؤقتة، باستخدام المياة المعبأة والتي انقطعت خلال اليومين الماضيين من السوق، كما أنها اختفت من مراكز التموين المجاورة، مضيفين أن المياه انقطعت عن المساجد التي عمد أئمتها إلى توفير كميات كبيرة من كراتين المياه؛ لكي يقوم المصلون باستخدامها للوضوء. وذكر المواطنون أنه في ظل الطلب المتزايد على المياه، قام المتعهدون برفع الأسعار لتصل إلى أرقام خيالية، فوايت المياه 6 أمتار مكعبة من المياه وصل سعره إلى 200 ريال، بعد أن كان سعره في السابق 80 ريالًا، حيث تجاوزت الزيادة سقف 150 %، وتحت الضغط الشديد والحاجة، فإن المواطنين يقبلون بهذا السعر، إلا أن الزحام والانتظار يجعلهم ينتظرون أكثر من 24 ساعة، لتتكرم العمالة بإيصال المياه إلى المنازل محتجين بأنه لديهم عقود وتعهدات مع الشقق والفنادق القريبة وهي لها الأولوية في إيصال المياه قبل غيرهم من المواطنين. وقال المواطنون: إنه وبالرغم من هذه المعاناة، إلا أن عدادات الفواتير تُحسب عليهم وصول الخدمة بالرغم من عدم استفادتهم منها، مؤكدين أنهم اتصلوا مرارًا وتكرارًا على طوارئ المديرية العامة لمصلحة المياه التي إما أن تكون مشغولة أو لا ترد على الاتصالات. كما أكّد مدير المديرية العامة لمصلحة المياه بالمنطقة الشرقية المهندس مرزوق العنزي، عودة ضخ المياه المحلاة تدريجيًا من جهة الإنتاج منذ فجر أمس الأول إلى الدمام، مضيفًا إن المديرية تقوم بمتابعة البلاغات الواردة لتتأكد من وصول المياه إلى المنازل أولًا بأول. المتحدث الرسمي لمديرية المياه : نتابع البلاغات والانقطاع «مفاجئ» من جانبه قال المتحدث الرسمي بالمديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية عبدالله الدوسري: نود توضيح أن الانقطاع الطارئ الذي حدث مؤخراً بمدينة الدمام كان لأسباب تخص جهة الانتاج وخارج إرادة المديرية ولم يكن لديها إشعار من الجهة المنتجة ليتم إشعار المواطنين بذلك مسبقاً. وقامت المديرية بتشغيل الآبار بكامل طاقتها خلال فترة الانقطاع, وقد عادت المياه المحلاّة للضخ من جديد من مصدر الانتاج, علماً بأن المديرية تقوم بمتابعة البلاغات الواردة للتأكد من وصول المياه إليها أولاً بأول. إحدى المدارس التي شهدت انقطاع المياه مواطن يتحدث ل «اليوم» عن معاناته مع انقطاع المياه وايتات المياه تتوافد على الأحياء لبيع المياه