على الرغم من مضي عدة سنوات لتواجد قطبي كرة القدم بالقصيم التعاون والرائد في دوري عبداللطيف جميل ورغم المتابعة الشرفية والجماهيرية التى يحظي بها الفريقان إلا أن موقعهما في سلم الترتيب لا يوازي ما يقدم من دعم ومتابعة وصخب، ففي كل عام نجد الفريقين، خاصة الرائد، من ضمن الفرق المتصارعة على الهبوط لدوري الدرجة الأولى، مما أصاب الجماهير الكبيرة التي تتابع الفريقين بالإحباط لتطرح سؤالا دائما: متى يكون الرائد وشقيقه التعاون من أندية (البطولات)؟ ليكون حالهما كحال فرق شاركت في هذا الدوري وحققت نتائج مميزة بل وحصدت بطولات، كنادي الفتح الذي حصل على بطولة الدوري الموسم قبل الماضي رغم حداثة عهده بالمسابقة وكذلك القادسية الذي حصل على كأس ولي العهد والطائي الذي وصل للنهائي أمام الاتحاد وخرج بشرف. نستعرض في هذا التقرير وضعية الفريقين في دوري هذا العام ورأي المسؤولين في الناديين ومدى قناعتهم بما قدم الفريقان. يعتبر التعاون أفضل حالا من منافسه التقليدي الرائد خاصة في الموسمين الماضين فرغم عدم وصوله حالة الرضا التام من قبل منسوبيه ورغبتهم في نتائج ومركز أفضل إلا أن الفريق يسير بثبات فهو يحتل المركز الثامن برصيد (26) نقطة وقدم مستويات مميزة في بطولة الأندية الخليجية وخرج أمام النصر الإماراتي رغم أن الطموحات كانت أكبر، خاصة في ظل الدعم الكبير والإعداد الذي لا يتوفر لأندية أكبر تاريخا وبطولات. فإدارة التعاون وبدعم من المجلس التنفيذي جهزت الفريق هذا الموسم بثلاثة معسكرات خارجية وجلبت طاقما تدريبيا على مستوى عال ممثلا بالسيد قوميز إضافة إلى تدعيم خطوط الفريق بما تحتاج من عناصر، ولكن ما تحقق لا يوازي المجهود الذي بذل من قبل مسيري العمل في النادي الذين يرون أن فريقهم ظلم هذا العام خاصة من (التحكيم) الذي أفقد الفريق العديد من النقاط التي كانت كفيلة بوضعه في مركز متقدم. رائد التحدي النادي المنافس للتعاون يمر هذا العام بأوضاع مزرية للغاية بسبب تراجع مستوى الفريق والبحث عن طوق النجاة من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، فالفريق يحتل المركز الحادي عشر برصيد (11) نقطة ويصارع على البقاء. إدارة عبداللطيف الخضير التي تولت المهمة (الانتحارية) وتولت زمام الأمور في النادي واجهت عدة مشاكل أهمها الديون الكبيرة التى خلفتها الإدارات السابقة، زاد على ذلك الإعداد غير الجيد للفريق وتولي مهمة التدريب للمقدوني فالتوك الذي تمت إقالته في الجولة الثالثة من الدوري وأوكلت المهمة للتونسي عماد السليمي قبل أن يتولى البلجيكي مارك بريس المهمة وتتم إقالته ليتم إحضار الخبير التونسي عمار السويح. كل هذه الظروف عطلت العمل وشلت الحركة داخل النادي وجعلته يحتل مركزا لا يليق به ولا يرضي طموحات محبيه. ويعتقد الإعلامي صالح الغفيص أن الجماهير الرائدية ومعها التعاونية كانت تطمح لمستويات فنية ونتائج أفضل بكثير مما ظهرت عليه فرقها في دوري عبداللطيف جميل، حيث كانت متذبذبة ومتباينة مرة في القمة وأخرى دون المأمول. جماهير الرائد قد تلتمس بعض العذر لأفراد فريقها ولإدارة ناديها بسبب الإرث الكبير من الديون المهولة التي خلفتها الإدارة الراحلة هذا الشيء أعطى الرائديين قناعة كبيرة بأن الإنجاز الكبير هو تحقيق البقاء والقضاء على الديون مما جعلهم يغضون الطرف عن المستويات الفنية ويقنعون بالناتج العام للدوري وهو التمسك بفرصة البقاء بين الكبار، وفي الطرف الآخر أجزم بأن الأسرة التعاونية لم تكن راضية كل الرضا على فريقها، إذ أن طموحها كان أكبر وهي التي ترى جارها ومنافسها الرائد يعاني الأمرين ويقدم ذات المستويات والنتائج التي ظهر بها الرائد الغريق وبالجملة وبغض النظر عن تلك العوامل والأسباب تعد المستويات الفنية والنتائج دون الطموح والمأمول من فريقين لهما باع طويل يفترض أن موقعهما في سلم ترتيب الفرق أفضل بكثير مما هو عليه الآن. فيما يؤكد عبدالله السبيعي المشرف على كرة القدم بنادي الرائد سابقا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لأن إمكانيات الفرق تعطي أفضل لكن سوء العمل الإداري حال دون ذلك وتمثل ذلك في اختيار اللاعبين المحليين الذين يحتاجهم الفريق وكذلك اللاعبين الأجانب واختيار المدرب المناسب لقيادة الفريق في الرائد، وفي هذا العام مر النادي بظروف صعبة قد لا تلام معها إدارة عبداللطيف الخضير ولكن أعتقد أن الرائد وبحول الله إذا بقي في دوري جميل سيكون له حضور في الموسم القادم وبقوة. وبشكل عام مركز الفريقين في سلم الترتيب غير مقنع للغاية طبعا بالنسبة للتعاون قد يكون (ضمن البقاء) في وقت مبكر جعل الفريق يتراجع والطموح يقل في الدوري رغم الجهد الكبير والأموال الكبيرة التى صرفت على الفريق. من جانبه يوضح الإداري السابق في نادي التعاون خالد المهاوش أنه قياسا على بداية الموسم المتعثرة وتغيير المدرب روابح واستلام قوميز المهمة أثناء الموسم فإن موسم التعاون في الدوري يعتبر جيدا، حيث ضمن البقاء منذ وقت طويل ونجح بأول مهمة خارجية وحقق التأهل لدور ال8 خليجياً وقطع مشوارا جيدا بكأس الملك رغم ظروف الإصابات والإيقافات، فيما شقيقه الرائد لا يزال يعاني سنويا من دوامة الظروف المحيطة بها وقلة الدعم المادي وأعتقد أن شجاعة عبداللطيف الخضير بتحمل المسؤولية ستنجح في آخر الموسم بالبقاء، وإذا واصل الخضير المهمة للموسم القادم فسيعود الرائد كما كان مكانه في أندية الوسط لا المؤخرة. فيما أشار الناقد الرياضي غالب السهلي إلى أن أندية بريدة قدمت في دوري جميل وفق إمكانياتها الحالية، ولعل تفاوت المستويات جعلها في وضع جيد بالنسبة للرائد، وحسن بالنسبة للتعاون، خاصة حينما تقاس الأمور بالظروف والعقبات التي حصلت للفريقين، خصوصا الرائد الذي عانى ماديا. قطبا بريدة يستحقان تمثيل دوري جميل، فلهما صولات وجولات شيقة، حيث قدم التعاون مستويات كبيرة، وحقق انتصارات على فرق منافسة، ومثله الرائد الذي انتفض مؤخرا وبدأ في رحلة البحث عن الذات. المعروف أن رئيس النادي هو المسؤول الأول والأخير عن أي إخفاق يلازم الفريق الكروي الأول. رئيس نادي التعاون محمد القاسم ذكر في مناسبات كثيرة أن التعاون عانى من عدة أمور جعلته لا يتقدم في سلم الترتيب لعل أهمها الظلم التحكيمي الكبير الذي عانى منه الفريق الكروي الأول وهذا بالطبع جعله يفقد عددا كبيرا من النقاط إضافة للإصابات التي عاني منها الفريق في هذا الموسم، خاصة نجم الفريق أيفولوا، وفي الطرف الآخر لم يشتك رئيس نادي الرائد عبداللطيف الخضير من وضع ناديه كثيراً وهو الذي عرف (بالصمت) والبعد عن الأحاديث الإعلامية لكنه ألمح في عدة مناسبات وشكى من الشح المالي والديون التي عانى منها النادي إضافة للظلم التحكيمي في بعض المباريات وتحمل الخضير في تغريدة له على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) المسؤولية كاملة عن إخفاق البداية ووعد بإيجاد الحلول في الفترة الشتوية وفعل حتى تجاوز الفريق قليلا من محنته.