استيقظ الشعب السعودي، صبيحة الأربعاء الماضي، على فجر جديد، أوامر ملكية جديدة جميعها تصب في مصلحة الوطن وأبنائه واستمراره، والتي تدل بدون أدنى شك على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على التأكيد على طمأنة شعبه وضمان استمرار تنميته وتوفير الرعاية والعناية لكافة أطياف الشعب السعودي بتطوير مستمر بالوطن نحو آفاق جديدة كما يراد لها، فمنذ اللحظات الأولى لتوليه مقاليد الحكم قام بإجراء تعديلات وزارية أساسية وتغييرات جذرية في مفاصل الدولة، كان من أبرزها تشكيل مجلسين للشؤون السياسية والأمنية والشؤون الاقتصادية والتنموية، وقرارات مفرحة كثيرة قدمها وفاء لشعبه خلال الفترة الماضية والقليلة من عهده الميمون. لا يمكن في هذه العجالة أن استعرض جملة المقاصد والآثار الإيجابية من تلك الأوامر الملكية التي صدرت مؤخرا، لكنني سأشير بقراءة سريعة إلى أن هذه القرارات الإيجابية التي تصب في المقام الأول في صالح المواطن، والبحث عن رفاهيته تعبر عن حيوية هذا الوطن قيادة وشعبا، والتي أكدت على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية؛ رغم الأجواء غير المستقرة في محيطها الإقليمي، وعلى متانة اقتصادها؛ رغم ما يواجه من تحديات وتدهور عالمي، والتي تقطع دابر أي شكوك يهواها كثيرون بأمر الميول والتربص، وتطمن الشعب السعودي على حاضر ومستقبل وطنه، وتبشر بعهد عادل وربيع جديد للوطن ومستقبل آمن ومزدهر بإذن الله. لقد تعودنا من الملك سلمان حفظه الله منذ أن كان أميرا للرياض الحزم والحسم وعدم الإحجام أو التردد، فضلا عن البسالة والقيادة في اتخاذ القرار، وهو ما يصدق فيه قول الخليفة أبو جعفر المنصور: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ فإن فساد الرأي أن تترددا وها هو كاتب التاريخ السعودي وراويه يؤسس للدولة السعودية القادمة وانتقال الحكم من الأبناء إلى الأحفاد في شجرة المؤسس، فالقرارات الجديدة تؤسس لمرحلة جديدة من العمل والبناء من خلال استشراف القائد للمستقبل بنظرة ثاقبة وخبرة إدارية طويلة، كما أن توقيت إصدارها ليدل على أن حكومتنا تعمل ليلا ونهارا من أجل هذا البلد وشعبه وتوفر سبل الراحة لهم. ومما يستحق الذكر والإشادة ويعزز الرؤية المستقبلية وملامح التوجهات الجديدة هو ضخ دماء جديدة لإكمال مسيرة البناء، ودخول الجيل الشاب الكفؤ لقيادة دفة الحكم في المملكة بكل ثقة واقتدار بما يتناسب مع مستوى المرحلة التي يعيشها العالم اليوم وطبيعة التحديات الجسيمة والخطيرة التي تعيشها المنطقة العربية وولادة مرحلة جديدة يعول على المملكة أن تتولى قيادتها؛ نظرا لثقلها الدولي الديني والسياسي والاقتصادي. سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف ليس بجديد على الساحة المحلية، فهو رجل أمن يندر مثله كونه تخرج من مدرسة أمن والده وعرف عنه مهندسا وعرابا لمكافحة الإرهاب وحارسا منيعا لأمن المملكة، فقد أثبت من خلال خبرته الطويلة والواسعة نجاحات متميزة يشهد بها القاصي والداني، سواء في الجوانب العسكرية أو الفكرية، وأسس لعمل أمني يلائم الوضع الجديد في المنطقة، واستطاع أن يقتلع نبتة الإرهاب حتى أصبحت المملكة نموذجا لمكافحة الإرهاب، كما ابتكر بجهوده الحثيثة التي يحمد عليها حلول عديدة لمواجهة المتطرفين فكريا واجتماعيا من خلال المناصحة والرعاية التي أسهمت في نقل كثير من المتطرفين إلى مسار الاعتدال. أما سمو الأمير الثلاثيني صقر الدفاع محمد بن سلمان الذي أصبح وليا لولي العهد، فهو المثال الأوضح لتمكين القيادات الشابة العملية والطموحة من قمة الهرم، وإذكاء روح الحيوية والحركة في مفاصل الدولة، وهو الذي استطاع في فترة وجيزة أن يثبت قدرته وحنكته في إدارة دفة الأمور، وليس أقلها قيادته الناجحة مؤخرا لعملية عاصفة الحزم التي أدارها باقتدار منقطع النظير، فهو يستحق بجدارة ثقة القيادة التي منحت له. حزمة أوامر ملكية أخرى تضمنت إعفاءات وتعيينات في المناصب الوزارية والقيادية الهامة، ووجوه جديدة تؤكد على نهج جديد يفتح المجال للقيادات الشابة لتعتلي المناصب وتساهم في بناء وطنها. إننا نعيش مرحلة مختلفة غاب فيها مصطلح المجاملة وحضرت الصراحة والمصلحة العامة للوطن والمواطن!! وحسبي في فجر القرارات الجديدة أن أقف مبتهلا إلى الله بالدعاء بأن يحمي بلادنا، وأن يحفظ لنا أمننا وأماننا ويوفق مليكنا وولي عهده وولي ولي العهد ويحفظ جنودنا البواسل وأن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين ومكر الماكرين. ودمتم والوطن سالمين. [email protected]