قاد الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أمس وبنجاح مشهود سيحفظه التاريخ بكل فخر ليستلهم منه العالم الذي يعج بالصراعات والفوضى أنموذجاً سعودياً فريداً في كيفية إدارة أهم وأدق مرحلة من مراحل الحكم، وهي بداية عهد جديد يتولى فيه الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة مسؤولياتهم في حمل الأمانة العظيمة بكل حنكة وسلاسة واستقرار، حيث قدم الملك سلمان جيلا جديدا من أحفاد المؤسس إلى سدة الحكم ليمارسوا مسؤولياتهم ويترجموا للشعب وللعالم أجمع ثقة القائد الحكيم الذي وضعها فيهم في مرحلة مفصلية في تاريخ الأمة لامجال فيها إلا للأقوياء والمخلصين . وحظيت هذه المرحلة التاريخية في المملكة التي تجاوزها الوطن بكل هدوء وإنسيابية واستقرار التي أسس ملامحها الملك سلمان وهو آخر أبناء الملك عبدالعزيز في الحكم، حظيت بدعم وتأييد وإجماع واسع سواء داخل الأسرة الحاكمة أو من الشعب الذي تتناغم رؤيته في الجيل الثاني من الاسرة الحاكمة مع رؤية القائد فيمن وضع ثقته فيهم لحمل الأمانة نظراً لما يتطلبه ذلك الاختيار من تقديم المصالح العليا للدولة على أي اعتبار آخر، وفق مانص عليه الأمر الكريم. ودخل الوطن على إثر ذلك التحول مرحلة جديدة ومهمة في مسير البناء والتحديث وتقوية مفاصل الدولة بقيادات شابة تنهل من ثقة الملك القائد ودعمه وتمكينه لهم كل وقودا لخدمة الوطن والمواطنين ومواصلة مسيرة أبناء المؤسس (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله)رحمهم الله، وأخيرا الملك سلمان حفظه الله الذي أراد أن يؤسس لمرحلة جديدة بدعمه وثقته ورعايته وبحكمة تحفظ للوطن أمنه واستقراره وثباته قبل أي اعتبارات أخرى، لمواصلة المسيرة التي خدم فيها الملوك السابقون الوطن في مراحل متعاقبة بكل إخلاص وتضحيات وحافظوا على الإرث الكبير والأمانة التي سلمها لهم الملك المؤسس بعد أن أسس لها كل مايضمن بقاءها واستقرارها أمام كل التحديات. ويُعد قرار الملك سلمان بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، أولى خطوات تمكين جيل الأحفاد من الحكم منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز،حيث رأى خادم الحرمين في عضده الامير محمد بن نايف أحد أهم الوجوه في جيل الأحفاد المؤهل لهذه المسؤولية العظيمة ولم يكن مفاجئًا للشعب صعوده ليكون (أول ولي عهد) من جيل الأحفاد، حيث كان عنصرًا فاعلاً في السياسة السعودية، قاد خلالها العديد من الملفات الثقيلة بكل اقتدار على رأسها ملف محاربة الإرهاب وتجنيب الوطن الكثير من المخاطر إضافة لقيادته وزارة الداخلية بمسؤولياتها الجسيمة، كما جاء تصعيد الأمير محمد بن سلمان لمسؤوليات الحكم وتعيينه وليا لولي العهد بتأييد وثقة كبيرة نتاج النجاحات العديدة التي اثبتها في المهام التي انيطت به وقدراته وكفاءاته التي برزت واضحة للعيان وكان آخرها قيادته لعاصفة الحزم بكل اقتدار ونجاح، كما ان تعيين سموه في هذا المنصب الجديد يخلق مقاربة جديدة بين الملفين الأمني والعسكري في ظل التحديات التي تمر بها المملكة والمنطقة ككل. وجاءت التجربة السعودية في التحول من جيل الى آخر الذي حسمه الملك سلمان وبهذه السلاسة والثقة والاستقرار والثبات محل فخر واعتزاز للمواطن السعودي بل وللعربي الذي يرى في قوة واستقرار المملكة قوة له كونها حامية الدين والعروبة ومنطلق صوت الحق والحضن الوفي لكل شعوب امتها، فرغم ما تتعرض له المملكة من مخططات الحاقدين والحاسدين منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الا انها حافظت على استقرارها وقوتها وتماسكها ووحدتها لأن أساسها متين،وكانت وما زالت وستظل ثابتة الأركان رغم كل التحديات التي مرت وتمر بالمنطقة. خادم الحرمين وولي عهده ..ثقة واستقرار الأمير محمدبن نايف والأمير محمد بن سلمان كسبا ثقة القائد والشعب الملك عبدالعزيز أسس كل مقومات ثبات واستقرار الوطن وملامح ذلك نراها الآن المؤسس سلّم الأمانة لأبنائه من بعده وهاهي تحظى بثقة الملك سلمان مع جيل الأحفاد