أكد محافظ مدينة بغداد علي التميمي في حوار ل«عكاظ» أن المحافظة قدمت كل ما بوسعها لمساعدة النازحين من الأنبار، إلا أن المفاجأة التي وقعت على بغداد بنزوح حوالي 35 ألف شخص خلقت حالة من الارتباك، موضحا أن هذا العدد الهائل يساوي عدد النزوح من مناطق صلاح الدين والموصل وتلعفر. وقال التميمي إن ما تم ترويجه عن إيواء النازحين في سجن أبو غريب ما هو إلا فبركة من بعض الجهات للتغطية على قصورهم في تقديم العون للنازحين. وأضاف أن العديد من العائلات الأنبارية عادت إلى مناطقها.. فإلى التفاصيل: كم هو العدد الحقيقي لنازحي الأنبار وماذا قدمت بغداد لهم؟ ‐ كانت الموجة الاولى من النازحين حوالي سبعة آلاف عائلة أي ما يقارب 35 ألفا، هؤلاء دخلوا خلال ثلاثة أيام وهذا العدد الهائل حقيقة أربك المحافظة، لكن ورغم ذلك تم تسخير كل الكوادر في المحافظة من أجل مساعدة هؤلاء النازحين وتم التنسيق بشكل مباشر مع اللجنة العليا للنازحين وكذلك تشكيل غرفة عمليات مشتركة بخصوص هذا الملف. أما فيما يتعلق بماذا قدمنا، فلا أخفيك أننا نعاني من العجز المالي، وكذلك من بيروقراطية اللجنة العليا للنازحين، ومع ذلك نصبت المحافظة مخيمات في منطقة النهروان وعويرج فهناك 100 خيمة في منطقة بزيبز و100 خيمة في سيطرة 5 ، فضلا عن افتتاح ثلاث مجمعات كرفاني كبيرة. ما حقيقة المحادثة التي تمت بين العبادي وسليم الجبوري حول إيواء النازحين في سجن أبو غريب؟ ‐ لم نفكر أبدا في هذا الخيار ولم نسمع به إلا من خلال وسائل الإعلام، هذه شائعات لا صحة لها على الإطلاق، وهي نتاج فبركة من أجل الهروب من المسؤولية، ودعني أقول لك إنه ولا شخص من مسؤولي محافظة الأنبار تواصل معنا بخصوص النازحين، ونحن منذ اليوم الأول لم نتوقف عن العمل من أجل النازحين.. الأنباريون هم عراقيون ونحن نشكرهم على توجههم إلى بغداد الأمر الذي يعكس ثقتهم بإخوانهم في العاصمة. ولماذا إذا طالبت المحافظة بكفالة دخول النازحين؟ ‐ بالفعل تم طلب الكفالة لكل من يريد الدخول إلى بغداد، وهو إجراء أمني ليس إلا، هناك من كفل عشرين عائلة ودخلوا إلى بغداد، وفي الواقع هذا الإجراء كان بسبب المخاوف المحتملة من دخول بعض الإرهابيين بين النازحين.. والمسؤول عن هذا الأمر ليست المحافظة وإنما قيادة عميات بغداد المرتبطة بالحكومة، ما يدل على أنه إجراء أمني ليس إلا. البعض فسر موضوع الكفالة بمخاوف تغييرات ديمغرافية في العاصمة؟ ‐ هذا ليس صحيحا على الإطلاق، لأن النازحين جاؤوا هربا من الدواعش ولا يمتلكون شيئا، هربوا بملابسهم وبعض الأموال البسيطة والبعض منهم جاء سيرا على الأقدام، وهم ينتظرون اللحظة الآمنة للعودة إلى ديارهم، ما من أحد يترك بيته وأرضه وأهله من أجل البقاء في بغداد.. وفي النهاية بغداد لكل العراقيين دون تمييز طائفة عن أخرى.. وللعلم هناك المئات من العائلات الأنبارية عادت بعد أن انكشف تهويل داعش في الأنبار. هل تلقيتم مساعدات من جهات دولية أو حكومات؟ ‐ حتى الآن لم نتلق أي دعم من أية جهة دولية باستثناء بعض الفعاليات الاجتماعية في بغداد ورجال الأعمال، وفي الواقع نحتاج إلى الدعم العربي لسد حاجات اللاجئين فالمأساة تتفاقم يوما بعد يوم.. الكويت وعدت ببناء مخيمات ونحن وفرنا الأراضي لهذه المخيمات ولكن مازلنا ننتظر. كثيرا ما نسمع عن اقتراب داعش من محيط بغداد .. ما صحة ذلك؟ ‐ داعش تعتمد على التخويف وتستخدم الإعلام بشكل إرهابي، لو كانوا يستطيعون اقتحام بغداد لفعلوا لكن التحصينات الأمنية قوية جدا، وخير دليل على ذلك انعدام المفخخات في المدينة. بغداد مازالت عصية على الدواعش الإرهابيين بتوحد وثبات أهالي بغداد وقواتنا الأمنية، وهذا يعود للجهود الأمنية الأخيرة. خصوصا التغييرات التي طالت بعض القيادات الأمنية ورفع نقاط السيطرة الثابتة، ففي السابق كان الإرهابيون يعرفون النقاط الأمنية الثابتة ولا يمرون عبرها، الآن باتت هناك نقاط أمنية متحركة أوقفت كل تحركاتهم.. لذلك لم تسمع منذ فترة بعمليات تفخيخ في العاصمة بغداد.