اتهم رئيس المكتب السياسي لجبهة الأحواز الديمقراطية محمود الأحوازي، النظامين السوري والعراقي بتسليم الأحوازيين للنظام الإيراني، وقال في حوار ل «عكاظ»: إن تشتت النظام الإيراني على كثير من الجبهات العربية، أعطى الفرصة للقوميات التي تحتلها إيران للانتفاض والمطالبة باستقلالها، وفي مقدمتها القومية الأحوازية. وأضاف أن الأحواز لديهم صولات وجولات في مواجهات ممارسات نظام الملالي الرامي إلى طمس هويتهم، لكنهم وجدوا في التحرك العربي الأخير ممثلا في «عاصفة الحزم وإعادة الأمل» فرصة للانطلاق مجددا، في ظل خوف نظام طهران من توسع نطاق التظاهرات الأحوازية.. وإلى الحوار: يرى الأحوازيون أن العملية العسكرية في اليمن قد خففت الضغط الإيراني على شعب إقليم الأحواز المحتل، ما مدى صحة ذلك؟ ●● الحقيقة أن النظام الإيراني أصبح مشتتا في عدة جبهات، وآخر تلك الجبهات انشغاله بمساعدة الحوثيين في اليمن، ما أعطى الفرصة لشعب الأحواز أن ينتفض ويطالب بحقوقه في العيش بحرية واستقلال حفاظا على هويته القومية وتاريخه الذي يؤكد استقلاله عن إيران. وحين جاءت عاصفة الحزم لتدك جماعة الحوثي ومن يقف وراءهم، علا صوت الأحوازيين كثيرا، برغم صولاتهم وجولاتهم الماضية أمام الغطرسة الإيرانية التي خفت كثيرا مع بدء العاصفة، حيث تراجع عدد الضحايا في الأحواز عما كان في السابق، حين كان يسقط العشرات، والسبب أن طهران باتت تخشى توسع الثورة الأحوازية، في ظل تنامي التعاطف العربي تجاه قضيتنا، فإيران تدرك الآن أن هناك 22 دولة عربية يمكنها تقديم الدعم المادي واللوجستي لشعب الأحواز الرافض للهيمنة الإيرانية. القضية الأحوازية.. تظهر وتخبو وفق التطورات الإقليمية والعالمية، لماذا؟ ●● نحن الأحوازيين لنا ثورة، وللأسف لم نحصل على الدعم العربي الكافي، أما الآن فقد تطور نشاطنا النضالي وأصبحت الجبهة العربية لتحرير الأحواز تتألف من ثلاث جبهات، وأصبح الإعلام العربي يساندنا كثيرا، لكننا بحاجة إلى الدعم السياسي والاقتصادي من الدول العربية حتى نستمر، وبحاجة إلى أن يكون لنا ظهير عربي يدعمنا ويساندنا ويكون لنا ملاذا آمنا لقياداتنا السياسية. فكثير من قيادات الأحواز جرى تسليمهم إلى طهران من قبل النظام السياسي في العراق وسوريا؛ ولذا فإن ثورتنا الأحوازية دائما ما تترقب الفرص الإقليمية والسياسية للتجدد والظهور بشكل أقوى. بمناسبة مرور 90 عاما على الاحتلال الإيراني، نظم في لاهاي مؤتمر تضامني مع القضية الأحوازية، فما المشاريع القادمة للجبهة العربية لتحرير الأحواز؟ ●● لم نتواجد في المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 250 أحوازيا، إلى جانب العشرات من إخوتنا من القوميات الأخرى التي تعاني معاناة الأحوازيين في إيران، وتظاهروا معنا بمناسبة 90 عاما من الاحتلال الإيراني للأحواز. وقد شهدت العاصمة الأسترالية قبل أيام تظاهرة حاشدة لأبناء الأحواز أمام السفارة الإيرانية، ونقوم الآن للإعداد لتظاهرة أحوازية أمام البرلمان ورئاسة الوزراء البريطانية، حيث ستقام التظاهرة خلال أسبوع، والهدف من ذلك رفع صوت الأحوازيين عاليا للتعريف بقضيتهم أمام الرأي العام العالمي، والاستفادة من الدعم الإعلامي العربي المقدم لتحقيق هذا الهدف. لكن هل يكفي الدعم والمساندة العربية لمواجهة الماكينة الإعلامية الإيرانية الموجهة نحو إقليم الأحواز؟ ●● نظام طهران يبث قناة «الأهواز» لتفريس الأحواز العربية، كما أن لديها «48» قناة تبث باللغة العربية، فضلا عن الإنجليزية والفارسية التي تبث كل ما يكرس الاحتلال الإيراني، وقد استفاد شعبنا من ثورة التواصل الاجتماعي، والدعم الإعلامي المقدم من بعض وسائل الإعلام العربية لمواجهة الأكاذيب الإيرانية تجاه الشعب الأحوازي. ونحن نسعى إلى إظهار نضالنا للعالم، وإيصال رسائلنا بعيدا عن التشويش الإعلامي الإيراني.