رغم تحذيرات الإدارة العامة للمرور لأصحاب محلات إصلاح البنشر من بيع الإطارات المستعملة والتخلص منها برميها وتشديد الرقابة الميدانية على تلك المحال حفاظا على سلامة المستهلكين، إلا أن الكثير من العاملين في محلات البنشر قد ضربوا بتلك التعليمات والتحذيرات عرض الحائط وما زالوا يمارسون بيع الإطارات المستعملة في الخفاء بعيدا عن أعين الرقابة في محاولة للكسب السريع من وراء بيع هذه الإطارات المنتهية الصلاحية بأثمان بخسة مستغلين حاجة وظروف المستهلكين. وفي جولة «عكاظ» على عدد من محلات إصلاح وبيع الإطارات بالمدينةالمنورة، رصدنا عددا من الحيل التي يقوم بها العاملون في تلك البناشر من الوافدين في محاولة لتضليل الرقابة وذلك عن طريق إخفاء الإطارات المستعلمة خلف المحل أو في سكنهم المجاور للمحل وجلبها بمجرد طلب الزبون. فيما أبدى عدد من المواطنين انتقاداتهم وتذمرهم من تلك التصرفات التي يقوم بها عمال البناشر في «تسويق الموت». في البدء انتقد المواطن أحمد بندر فيزو قيام هذه المحلات ببيع الإطارات المستعملة، واستغلال حاجة الناس بتسويق الموت، مؤكدا أن ما يقوم به بعض العاملين في البناشر أمر يهدد المستهلكين بخطر الموت، مناشدا الجهات المختصة بالتشديد على تفتيش تلك المحلات ومنع بيع الإطارات المستعملة، لافتا إلى أن هناك الكثير من المستهلكين يلجأون الى شراء الإطارات المستعملة نظرا لرخص أسعارها، بينما يعرض حياته والآخرين للخطر. كما تحدث المواطن عبدالله عيد الطويلعي قائلا إن بعض العمالة الوافدة تتحايل على الأنظمة من خلال بيع الإطارات المستعملة، مشيرا إلى أن البعض يخفي الإطارات في أماكن مجاورة للمحلات، ومن ثم يجلبها عند طلب الزبائن لها حتى لا يقع تحت طائلة القانون في حالة تفتيش المحل أو خلافه. ويشاركه الرأي المواطن فريح العنزي قائلا: إن بيع تلك الاطارات يشكل خطرا على المستخدمين، علما بأن أكثر مشتري تلك السلع من أصحاب الدخول البسيطة، ممن ليس بمقدورهم شراء الاطارات الجديدة، حيث يغريهم سعر الإطار المستعمل دون مبالاة بالمخاطر التي قد يتعرضون لها لا سمح الله، في وقت لا ينفع الندم بعد فوات الأوان، مطالبا الجهات المعنية بتشديد الرقابة على هذه المحلات حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين على حد سواء. كما واجهت «عكاظ» أحد الوافدين العاملين بأحد محلات البناشر لمعرفة كيفية تسويق تلك السلع الخطرة فقال إن بعض الزبائن يقومون بتغيير إطاراتهم وهي جديدة لأهداف إما لأن إطاراته كبيرة ويرغب في إطارات صغيرة، وهكذا حيث يتم خصم قيمة إطاراته المستعملة التي تعد جديدة وما زالت تتمتع بعمر طويل، لافتا إلى أن الإطار التالف لا ينظر إليه بل يلقى في الحاوية خوفا على سلامة المستهلكين لما قد يسببه من حوادث. من جهته، حذر مصدر بمرور المدينةالمنورة المواطنين والمقيمين من التهاون في شراء الإطارات المستعملة لما تسببه من حوادث قد يدفع البعض حياته وأسرته نتيجتها، فيما نوه المصدر ذاته بأن المرور يمنع بيع وتسويق الإطارات المستعملة مهما كان عمرها.