لم يكن الطفل مختار عالم يتوقع أن يصبح يوما ما من حفظة كتاب الله ويعتلي ذروة سنام الخطاطين بنيله شرف اختياره خطاطا لكسوة الكعبة ويلقب بشيخ خطاطي مكة. ولد مختار عام 1382ه، ولم يكد يبلغ السادسة عشرة حتى حفظ القرآن كاملا بعد أن دخل جمعية تحفيظ القرآن الكريم في مكةالمكرمة. ويؤكد أنه استشعر تيسير الله له إذ حفظ القرآن كاملا في زمن قياسي. وفي عام 1398ه، ولنقص عدد المعلمين في حلقات التحفيظ تم اختياره للتدريس وتم فرض العمل عليه ولم يقبل إلا بشرط أن يعلم وتتاح له فرصة التعلم، وفي عام 1400ه، بدأ دراسة الخطوط. ويرى أن خطه العادي كان جميلا وموهبته فطرية في الخطوط كونه لم يكتشفه أحد، ولكنه التحق بدورة الخط فاتضح أن خطه أجمل من خط المعلم وأثنى عليه معلمه، وبعد أن أكمل الثانوية التحق بجامعة أم القرى عام 1407ه، وهناك تتلمذ على يد أستاذه محمد حسن أبوالخير في الجامعة وأفاد منه، ثم انكب على قراءة ومحاكاة خطوط المخطوطات التركية وسؤال الخطاطين ومتابعة هذا الفن الإسلامي العريق. وأوضح خلال مشاركته في ورشة الخط في جمعية فنون الباحة أنه تم بفضل الله اختياره لخط كسوة الكعبة بعد أن قدمه أحد الأحباب لمدير الكسوة عام 1423ه، وعندما بدأ في مصنع الكسوة انتابته مشاعر يصعب وصفها كونه إنسانا بسيطا ومن أسرة مستورة الحال ونال هذا الشرف العظيم. وعن أول ما كتب قال كتبت اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وهذا العام خططت اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز. مختار عالم يعمل في الصباح في كسوة الكعبة وفي المساء مشرفا على حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، وبسؤاله ألا تتحرج من الخط كونه فنا؟ قال كلا لأن الفن هنا نابع من خط القرآن وهو فن إسلامي لخدمة المجتمع وإبراز فضل الله على الإنسان والارتقاء بالذائقة.