ينبغي على أهالي منطقة الباحة ومن جاورهم من المواطنين والمقيمين أن يتحلوا بشيء من المرونة في مطالباتهم وزارة الصحة بإنجاز حزمة من المشاريع الصحية، التي أقرتها الوزارة منذ سنوات، واعتمدتها الدولة منذ سنوات كذلك، ولم تر النور حتى الآن، ولا ضير عليهم إن أجلوا أمراضهم قليلا، فإن لم يستطيعوا فإن الواجب يفرض عليهم أن يصبروا على أوجاعهم ويحتسبوا عند الله آلامهم ويترحموا على موتاهم أو ينتقلوا للبحث عن علاج في المناطق القريبة منهم أو البعيدة، وأن يكفوا عن إزعاج المسؤولين في وزارة الصحة بالسؤال عما عطل كل تلك المشاريع، فالصحة، ومن فيها وممثلوها، في المنطقة حريصون كل الحرص عليهم، وحسبهم أنهم يطبخون لهم تلك المشاريع على نار هادئة، وليس عليهم إلا أن يجلسوا حول تلك النار ويتغنوا بطرق الجبل حتى تنضج. المتحدث باسم وزارة الصحة «وفى وكفى» في شرحه للأسباب التي تقف وراء تنفيذ تلك المشاريع و«الحزم» الذي تتعامل به إدارته مع من تسببوا في ذلك، فقد أوضح أن البرج الطبي الذي تسلمته الوزارة منذ ثلاث سنوات إنما تأخر افتتاحه من أجل استكمال التجهيزات (يعني راح الكثير وما بقي إلا القليل يا معشر سكان الباحة)، وأما مركز طب الأسنان فإنما حدث تأخره بسبب زيادة بعض البنود (وهذا تراه من زود الاهتمام بكم)، وأما مركز الكلى فالمقاول المنفذ للمشروع هو السبب في تأخير تنفيذ المشروع، وقد أكد المتحدث أن الشؤون الصحية سوف تطبق النظام بحقه (وعليكم يا أهل الباحة ألا تظلموا الصحة، فلا تحمل وازرة وزر أخرى، ويا ويل المقاول المتأخر من تطبيق النظام بحقه، فالوزارة لا تتهاون ولا تتسامح مع من يعطل مشاريعها ويتسبب في إلحاق الضرر بكم)، هذا بالنسبة لمقاول مشروع مركز الكلى، أما مقاول المراكز الصحية الستة المتأخرة فسوف يطالب ب«رفع وتيرة العمل» كما قال المتحدث (فاصبروا يا أهل الباحة وانتظروا ريثما يرفع المقاول وتيرة العمل، واطمأنوا، فالمهم رفع الوتيرة وبعدها يبدأ العمل)، أما مستشفى المخواة العام فقد أكد المتحدث أن العمل فيه «يجري»، وبعد أن يتوقف العمل عن «الجري» سوف «تجري» التجهيزات (والمطلوب من أهالي المخواة أن «يجروا» إلى أقرب منطقة إذا مسهم مرض)، وإذا كان أهالي الباحة، هداهم الله، يتحدثون عن أن هيئة مكافحة الفساد قد اضطرت للتدخل لتحريك هذه المشاريع، فقد طمأنهم المتحدث باسم الصحة أن خطاب الهيئة تم الرد عليه بخطاب مماثل (ربما وفق أسلوب الشقر والطي الذي يتبعه أهالي الباحة في أشعارهم التي يتغنون بها). [email protected]