أرجع ل «عكاظ» مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين بن الراوي الرويلي، تأخر تشييد البرج الطبي بمدينة الباحة إلى أسباب فنية، مشيرا إلى أنه تم دعم ميزانيته من الوزارة بنسبة 001%. وأفاد في حديثه ل«عكاظ» أن الخدمات الصحية تتطور بناء على خطة استراتيجية معتمدة في الوزارة وأنه تم وضع موعد مقترح لتشغيل مستشفى بلجرشي جزئياً نهاية العام الحالي، مؤكدا أنه لا مجال للاجتهادات فيما يتعلق بصحة المواطن. • بداية كيف ترون مستوى الخدمة المقدمة للأهالي؟ - إن الخدمات الصحية تتطور بناء على خطة استراتيجية معتمدة من وزارة الصحة، ولا مجال للاجتهادات خصوصاً وأن الأمر يتعلق بصحة المواطن، وما نملكه ونستطيع أن نقدمه سنعمل جاهدين على التميز به، وما لا يمكننا تقديمه فنحن مسؤولون عن خدمة المريض سواء عن طريق الإحالة أو الاستشارة المهنية عن طريق تواصلنا مع منشآت صحية داخل إطار الوزارة أو خارجها. كما أن السنوات المقبلة ستكون الخدمات الصحية أكثر تميزاً في متناول المواطن والمقيم دون تكلف عناء السفر والمراجعات خارج المنطقة. • متى يتحقق حلم أهالي الباحة لمشروع «البرج الطبي»؟ - العمل يجري حالياً بوتيرة عالية وبمهنية لتجهيز البرج ليقدم خدماته لأهالي ومرتادي المنطقة خصوصاً أنه تم مبدئياً الانتهاء من بنائه عدا وجود بعض الملاحظات الفنية التي طالبنا المقاول بإنهائها، وتم دعم ميزانية المشروع من الوزارة بنسبة 100% استجابة لخطة ونطاق الخدمة المتوقع تقديمها في البرج. وندرس حالياً عروض المقاولين الخاصة بالتجهيزات الطبية والغير طبية، حيث تم استدعاء فريق من المختصين بالقلب والأورام لتقييم البرج من الناحية الإنشائية لمعرفة مدى مناسبته لهذين التخصصين، وتم تدوين الملاحظات وجار العمل على إنهائها بالتنسيق مع المقاول، كون إنشاء مركز القلب ليس بالأمر الهيّن خصوصاً ما يتعلق باستقطاب الكوادر المؤهلة للعمل في المنطقة، ولكننا سنلجأ لخبرات المراكز القائمة والإدارات ذات العلاقة بالوزارة لمساعدتنا في عملية استقطاب الكوادر الطبية والمساندة لها. • ماذا عن مستشفى المخواة، وما هي أسباب تعطل التكييف بمستشفى بلجرشي العام الجديد؟ - خطونا فيه خطوات جيدة، ونحن في المراحل الأخيرة من الإنشاء والتجهيز وتم وضع موعد مقترح لتشغيله جزئياً نهاية هذا العام. وفيما يخص مستشفى بلجرشي لم يتعطل التكييف المركزي، وما حصل هو خطأ فني من قبل شركة الكهرباء والتنسيق بيننا جار لتدارك الموضوع وتقليل تبعات ذلك الخطأ. • ما مدى الحاجة لتوفر المراكز الطبية المتخصصة كالكلى والأسنان وهل راعيتم فيها التوزيع السكاني؟ - بالنسبة لمراكز الأسنان فلدينا حالياً مركزان لطب الأسنان في الباحة ومحافظة المخواة، وقد حظيا بدعم من وزارة الصحة، يتم حاليا إنشاء مركز جديد، وسيتم العمل على بناء مركز حكومي في محافظة المخواة. • متى ستنتهي معاناة مراجعي مستشفى النقاهة الذي يعاني من تردي حالة المبنى ونقص شديد في الكوادر الطبية وما هي الحلول المؤقتة التي من الممكن اتخاذها حالياً؟ - نقترب حالياً من مرحلة البحث عن البديل المناسب لراحة المرضى ولإمكانية استقبال أكبر عدد منهم، وقد أتاحت لنا وزارة الصحة خيارات من ضمنها البرنامج المتميز للطب المنزلي والذي فتح لنا مجالاً لمتابعة المريض في منزله وتزويده بكل ما يحتاجه من تجهيزات وأدوية وتدريب أحد أفراد العائلة على التعامل مع الحالة، والزيارات مجدولة ولها فريق متخصص وتجهيزات تتطور باستمرار، ومن الخيارات التي نسعى لتحقيقها للحالات التي لا يمكن أن تبقى في المنزل هو سرعة انتقالنا إلى مبنى مناسب ودعم طواقم العمل من أطباء وأخصائيين وفنيين، وهو ما نسعى إليه بكل جد في الأيام المقبلة. • هل ترون أن الجولات المفاجئة التي تقومون بها كافية لتفقد كل ما يتعلق بخدمة المريض؟ هناك جولات مجدولة والهدف منها، ضمان الإحاطة بأن الخدمات المطلوبة من المنشأة تقدم بكل مهنية، وقد قمت بإعداد دليل شامل يخدم المسؤولين الذين يقومون بجولات على المستشفيات والمراكز الصحية، وهذا الدليل على البرامج المعتمدة في الوزارة والمعايير الخاصة بالمجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، وهو يضمن في حال تطبيقه عدم تسريب أي تفاصيل يجب على المسؤول معرفتها عن المنشأة التي يزورها، وتم رفع الدليل للجهات المختصة لتقييمه وإن رأت اعتماده وتعميمه. • تعمدتم في الجولات المفاجئة للمستشفيات إعلان حالة الطوارئ فكيف وجدتم التجاوب؟ - تقييمي لعمل فريق «الشفرة الزرقاء» في الطوارئ والأقسام الداخلية هو جيد، كونهم يتلقون دورات مكثفة ومستمرة في هذا التخصص والتخصصات الفرعية له، لأنه معني بإنقاذ حياة المصاب بتوقف التنفس أو القلب، وجاهزيته وتواجده ومهاراته هي أمر لا يمكن التهاون فيه. وعلى سبيل المثال، طلبت من أحد المناوبين أن يقوم بالعمل ومن ثم أراقب تصرفاته وخطواته التي يقوم بها من رأى الحالة، هل يقوم اولا بالاتصال وإعلان الشفرة الزرقاء ومن ثم مساعدة المصاب ونقله للمكان الصحيح وهو غرفة الإنعاش القلبي والرئوي إذا وقعت الحادثة في الطوارئ أو الممرات، أو نقله إلى أقرب سرير متاح إذا وقعت الحادثة في أحد ممرات غرف التنويم. وبالنسبة للحالات المنقولة إسعافياً ويحدث لها أي مضاعفات أثناء النقل، فإن المسعف أو الطبيب المرافق يكون على تواصل مع المستشفى المستقبل للحالة وإدارة الطوارئ والنقل الإسعافي يكون المنسق لكل هذه الأمور. • كيف ترون معدل الأخطاء الطبية بالمنطقة وهل لديكم خطط عمل تحد منها؟ - الأخطاء الطبية التي يتم الإقرار بأنها خطأ طبي عن طريق الهيئة الصحية الشرعية هي قليلة ولله الحمد، وعلى الرغم من أن هناك بعض الشكاوى التي يعتقد المريض أنها خطأ طبي، إلا أنها ليست أكثر من مضاعفات متوقعة علمياً، وبرامج الجودة والعمل المهني المستند على سياسات وإجراءات وحدها الكفيلة بتقليل الأخطاء، والطبيب الذي لا يتحدث مع مريضه بشكل كاف قبل الإجراء الجراحي أو العلاجي ألومه، لأن من حق المريض معرفة تفاصيل الخطة العلاجية التي تم إقرارها له، وهذا من شأنه أن يخفف عنا بعض الشكاوى. • تسبب إهمال طبيب بأحد المستشفيات التابعة للمنطقة في انفجار زائدة مريض هل تم التحقيق في الواقعة؟ - المريض لم يتوف وحالته تحسنت وخرج من المستشفى، وتم استدعاء فريق متخصص من الوزارة للبت في الموضوع، وسوف تصدر عقوبات في حق كل من تسبب في معاناة المريض من كلا المستشفيين (المحول للحالة والمستقبل لها). • هل صدرت عقوبات على الأطباء؟ - تم وضع التوصيات لذلك وعندما تنتهي لجنة المخالفات الطبية وإدارة المتابعة من أعمالهما فسوف تنفذ العقوبات دون تردد، وتبدأ بالإنذار والحسم، وقد تصل إلى إنهاء العقد في حال ثبوت عدم كفاءة من تعامل مع الحالة. • يشتكي عدد من أهالي منطقة الباحة من طول فترة الانتظار لمواعيد طب الأسنان هل هناك توجه لزيادة العيادات؟ - بعض المراجعين مضطرون لمراجعة العيادات لكنهم يصطدمون بطول المواعيد وبطئها بسبب الإحالات من المراكز الصحية والمستشفيات، ونرى أن هناك دوراً تثقيفياً وقائياً يجب أن نمارسه بشكل أفضل لمنع تفاقم حالات المرضى واضطرارهم للذهاب إلى مركز الأسنان. وفي المشروع الجديد لمركز طب الأسنان سيتم مضاعفة عدد العيادات لتصبح 60 عيادة تخصصية بعد أن كانت 30، ونؤكد أن الحالات التي تحتاج لمواعيد طويلة هي الحالات الباردة والتي تتعلق ببعض أنواع التركيبات والتقويم، وأما الحالات الطارئة فلا تنطبق عليها المواعيد ويتم مناظرتها في الحال. • ماذا عن اهتمامكم بتطبيق الجودة المنصب على عدد من المستشفيات دون المراكز الصحية؟ - نحن مقصرون في نشر الخطوات التي نقوم بها لتحسين مستويات الجودة ولهذا فقد يشاركك البعض هذا الانطباع رغم أنه غير صحيح، فبرامج الجودة المعتمدة في الوزارة والتي نقوم بالمبادرة بتحسينها هي موازية لما يقدم في المستشفيات، حيث تؤهل الوزارة المراكز الصحية لبرامج الاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، وقد تم اختيار خمسة مراكز في المنطقة لخوض هذه التجربة، وقد زار مقيمون من المجلس المركزي أحد هذه المراكز زيارة أولية واطلعوا على ما تم من خطوات لتحقيق الاعتماد ، ومع أننا لم نحصل على النتيجة بعد إلا أنني أثق في قدرات زملائي بأنهم سيكونون من المراكز المعتمدة وبتميز إن شاء الله. • ما مدى التعاون بينكم وبين جامعة الباحة وكيف ترون انعكاسه على الخدمات الصحية؟ - نعول كثيراً على مخرجات هذه الجامعة لدعم الاحتياج الحالي والمستقبلي، وهناك اتفاقيات تدريب تم توقيعها واتفاقيات تعاون وبروتوكولات تهدف لتطوير العلاقة بين الجانبين، ولقاءاتنا مستمرة والأيام المقبلة ستشهد المزيد من التعاون.